responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إمتاع الأسماع بما للنبي من الأحوال و الأموال و الحفدة و المتاع نویسنده : المقريزي، تقي الدين    جلد : 14  صفحه : 328

[ذكر] [1]، فأنزل اللَّه فيه: إِنَّ شانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ [2]، فركب حمارا، و يقال:

بغلة له بيضاء، فلما صار بشعب من الشعاب و هو يريد الطائف، ربض به الحمار أو البغلة على شبرقة فأصابت رجله شوكة منها فانتفخت حتى صارت كعنق البعير، و مات.

و يقال: إنه لما ربض به حماره أو بغلته لدغ فمات مكانه، و كان ابنه عمرو بن العاص يقول: لقد مات أبي و هو ابن خمس و ثمانين سنة، و إنه يركب حمارا له من هذه الديانة إلى ماله بالطائف فتمشى عنه أكثر مما ركبه.

و قال الواقدي: مات العاصي بعد هجرة النبي (صلّى اللَّه عليه و سلّم) إلى المدينة بأشهر، و هو ابن خمس و ثمانين سنة، و كان يكنى أبا عمرو، و قال ابن سعد: قلت للواقدي: قال اللَّه عز و جل: إِنَّا كَفَيْناكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ‌ و هذه السورة مكية [3]، فقال: قد سألت مالكا و ابن أبي ذؤيب عن هذا فقالا: كفاه إياهم، فبعضهم مات و بعضهم عمي، فشغل عنه، و بعضهم كفاه إياه، أذهب ما له من أسباب مفارقته بالهجرة هاهنا. و قال غيرهما: كفاه أمرهم فلم يضروه بشي‌ء مما كادوه.

و النضر بن الحرث بن علقمة بن كلدة بن عبد مناف بن عبد الدار أبو قائد، و كان أشدّ قريش معاداة بالأذى لرسول اللَّه [1] و التكذيب، فأسر ببدر و ضربت عنقه، و قد تقدم ذكره.

و أبو أحيحة سعيد بن العاصي بن أمية كان، يقول: دعوا محمدا و لا تعرضوا له فإن كان ما يقول حقا كان فينا دون غيرنا من قريش، و إن كان كاذبا قامت به قريش دونكم، و كان النبي (صلّى اللَّه عليه و سلّم) يمر عليه فيقول: إنه ليتكلم من السماء، حتى أتاه النضر بن الحارث- فقال: بلغني أنك تحسن القول في محمد! و كيف ذاك؟ و هو يسب آلهتنا، و يزعم أن آباءنا في النار، و يتوعد من لم يتبعه بالعذاب، فأظهر أبو أحيحة عداوة رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) و ذمّة و عيّب ما جاء به، و جعل يقول: ما سمعنا بمثل ما جاء به في يهودية و لا نصرانية، و كان أبو أصيحة ذا شرف بمكة، و كان إذا اعتمّ لم يعتم أحد بمكة، إذ لم يعتم أحد بعمامة على لون عمامته إعظاما له. فقويت أنفس المشركين حين رجع عن‌


[1] زيادة للسياق و البيان.

[2] الكوثر: 3.

[3] الحجر: 95.

نام کتاب : إمتاع الأسماع بما للنبي من الأحوال و الأموال و الحفدة و المتاع نویسنده : المقريزي، تقي الدين    جلد : 14  صفحه : 328
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست