نام کتاب : إمتاع الأسماع بما للنبي من الأحوال و الأموال و الحفدة و المتاع نویسنده : المقريزي، تقي الدين جلد : 14 صفحه : 19
و أنا آمن؟ قالوا: نعم، و عرفه أبو محجن فقال: ادن، فدنا، قال لي:
ادخل، فدخل عليهم الحصن، فقال: فداءكم أبي و أمي، و اللَّه لقد سرني ما رأيت منكم، و اللَّه أني إلى العرب أحدا غيركم! و اللَّه ما لاقي محمد مثلكم قط و لقد ملّ المقام فأثبتوا في حصنكم فإن حصنكم حصين، و سلاحكم كثير و ماءكم، واتن لا تخافون قطعه، فلما خرج قالت ثقيف لأبي محجن: فإن كرهنا دخوله و خشينا أن يخبر محمدا بخلل إن رآه فينا أو في حصننا.
قال أبو محجن: أنا كنت أعرف له، ليس منا أحد أشدّ على محمد و إن كان معه، فلما رجع إلى النبي (صلّى اللَّه عليه و سلّم) قال له: ما قلت لهم؟ قال: قلت لهم ادخلوا في الإسلام، فو اللَّه لا يبرح محمد عقر داركم حتى تنزلوا، فخذوا لأنفسكم أمانا قد نزل بساحة أهل الحصون قبلكم قينقاع، و النضير، و قريظة، و خيبر أهل الحلقة، و العدة، و الآطام، فخذّلتهم ما استطعت. و رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) ساكت عنه
حتى إذا فرغ من حديثه قال له رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم): كذبت! قلت لهم كذا و كذا للذي قال، فقال عيينة: استغفر اللَّه، فقال عمر- رضي اللَّه تبارك و تعالى عنه-:
يا رسول اللَّه دعني أقدمه فأضرب عنقه.
فقال رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم): لا يتحدث الناس أني أقتل أصحابي،
و يقال: إن أبا بكر- رضي اللَّه تبارك و تعالى عنه- أغلظ له يومئذ و قال: ويحك يا عيينة إنما أنت أبدا توضع في الباطل، كم لنا منك من يوم بني النضير، و قريظة، و خيبر، تجلب علينا عدونا، و تقاتلنا بسيفك، ثم أسلمت كما زعمت، فتحرض علينا عدونا! قال: أستغفر اللَّه يا أبا بكر، و أتوب إليه، لا أعود أبدا.
نام کتاب : إمتاع الأسماع بما للنبي من الأحوال و الأموال و الحفدة و المتاع نویسنده : المقريزي، تقي الدين جلد : 14 صفحه : 19