نام کتاب : إمتاع الأسماع بما للنبي من الأحوال و الأموال و الحفدة و المتاع نویسنده : المقريزي، تقي الدين جلد : 13 صفحه : 389
و أما صنع اللَّه تعالى له في إلقاء محبته (صلّى اللَّه عليه و سلّم) في قلب هند بنت عتبة بعد مبالغتها في شدة عداوته
فقال الواقدي [1]: فحدثني ابن أبي سبرة عن موسى بن عقبة، عن أبي حبيبة مولى الزبير، عن عبد اللَّه بن الزبير- رضي اللَّه تبارك و تعالى عنه- قال: لما كان يوم الفتح أسلمت هند بنت عتبة، و أسلمت أم حكيم بنت الحارث بن هشام امرأة عكرمة بن أبي جهل، و أسلمت امرأة صفوان بن أمية البغوم بنت المعذل بن كنانة، و أسلمت فاطمة بنت الوليد بن المغيرة، و أسلمت هند بنت منبه بن الحجاج، و هي أم عبد اللَّه بن عمرو بن العاص في عشر نسوة من قريش فأتين رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) و هو بالأبطح فبايعنه، فدخل عليه و عنده زوجته و ابنته فاطمة، و نساء من نساء بني عبد المطلب، فتكلمت هند بنت عتبة فقالت: يا رسول اللَّه الحمد للَّه الّذي أظهر الدين الّذي اختاره لنفسه لتمسني رحمتك، يا محمد إني امرأة مؤمنة باللَّه مصدقة، ثم كشفت عن نقابها فقالت:
هند بنت عتبة، فقال رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم): مرحبا بك، فقالت: و اللَّه يا رسول اللَّه ما كان على الأرض من أهل خباء أحب إلي أن يذلوا من أهل خبائك، و لقد أصبحت و ما على الأرض من أهل خباء أحب إلي أن يعزوا من أهل خبائك، فقال رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) و زيادة أيضا، ثم قرأ رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) عليهنّ القرآن و بايعهن فقالت هند من بينهن: يا رسول اللَّه فما نماسحك، فقال: إني لا أصافح النساء إن قولي لمائة امرأة مثل قولي لامرأة واحدة، و يقال: وضع على يده ثوبا ثم مسحن على يده يومئذ، و يقال: كان يؤتي بقدح من ماء فيدخل يده فيه ثم يدفعه إليهن فيدخلن أيديهن فيه و القول الأول أثبت عندنا: إني لا أصافح النساء.
قال كاتبه: و قد ثبت في الصحيحين و سنن النسائي، عن عائشة- رضي اللَّه تبارك و تعالى عنها- أنها قالت: لا و اللَّه ما مست يده يد امرأة قط في