نام کتاب : إمتاع الأسماع بما للنبي من الأحوال و الأموال و الحفدة و المتاع نویسنده : المقريزي، تقي الدين جلد : 13 صفحه : 308
قال ابن إسحاق: و حسبت أن فيهم فلان ابن سلمة، فخرجوا إليه، فلما جاءه، و صعد إليه في علية له [طلعت منها] امرأته، فصيّحت، و كان قد نهاهم رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) حين بعثهم عن قتل النساء، و الولدان، فجعل الرجل يرفع عليها السيف، ثم يذكر نهى رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم)، فيمسك يده، قال: فابتدروه بأسيافهم، فتحامل عليه عبد اللَّه بن أنيس في بطنه حتى قتله.
و روى عن إبراهيم بن عبد الرحمن، عن عبد اللَّه بن كعب بن مالك، عن أبيه، عن أمه، عن عبد اللَّه بن أنيس أنه قتل ابن عتيك، و ابن أنيس وقف عليه، و قيل فيه: أنه قتله ابن أنيس و ابن عتيك وقف عليه [1].
و الصحيح ما خرّجه البخاريّ من طريق إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن البراء بن عازب- رضي اللَّه تبارك و تعالى عنه- قال: بعث رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) إلى أبي رافع اليهوديّ رجالا من الأنصار، و أمرّ عليهم عبد اللَّه بن عتيك و كان أبو رافع يؤذي رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم)، و يعين عليه، و كان في حصن له بأرض الحجاز، فلما دنوا منه، و قد غربت الشمس، و راح الناس بسرحهم.
قال عبد اللَّه لأصحابه: اجلسوا مكانكم فإنّي منطلق، و متلطف بالبواب لعلي أدخل، فأقبل حتى دنا من الباب، فتقنع بثوبه كأنه يقضي حاجة، و قد دخل الناس، فهتف به البواب: يا عبد اللَّه إن كنت تريد أن تدخل، فادخل، فإنّي أريد أن أغلق الباب، فدخلت، فكمنت، فلما دخل الناس أغلق الباب، ثم علق الأعاليق على ود [2] قال: فقمت إلى الأقاليد، فأخذتها، ففتحت الباب، و كان أبو رافع يسمر عنده، و كان في علاليّ له، فلما ذهب عنه أهل سمره، صعدت إليه فجعلت كلما فتحت بابا أغلقت عليّ من داخل، قلت: إن القوم نذروا بي، لم يخلصوا إليّ حتى أقتله، فانتهيت إليه، فإذا هو في بيت مظلم
(سيرة ابن هشام): 4/ 234- 237، مقتل سلام بن أبي الحقيق و سياقة ابن هشام أتم، و فيها: فقدمنا على رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) فأخبرناه بقتل عدوّ اللَّه، و اختلفنا عنده في قتله، كلنا يدعيه، قال: فقال رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم): هاتوا أسيافكم، قال: فجئناه بها، فنظر إليها، فقال لسيف عبد اللَّه بن أنيس: هذا قتله، أرى فيه أثر الطعام.