نام کتاب : إمتاع الأسماع بما للنبي من الأحوال و الأموال و الحفدة و المتاع نویسنده : المقريزي، تقي الدين جلد : 13 صفحه : 300
و خرج النبي (صلّى اللَّه عليه و سلّم) بمجالس بينه و بين بني قريظة، فقال: هل مرّ بكم من أحد؟ قالوا مرّ علينا دحية الكلبي على بغلة شهباء تحته قطيفة ديباج. فقال النبي (صلّى اللَّه عليه و سلّم): ليس ذلك بدحية، و لكن جبريل أرسل إلى بني قريظة ليزلزلهم و يقذف في قلوبهم الرعب، فحاصرهم النبي (صلّى اللَّه عليه و سلّم) و أمر أصحابه أن يستتروا بالجحف حتى يسمعهم كلامه، فناداهم: يا إخوة القردة و الخنازير، قالوا: يا أبا القاسم لم تك فحاشا، فحاصرهم حتى نزلوا على حكم سعد بن معاذ، و كانوا حلفاءه فحكم فيهم أن يقتل مقاتلتهم و تسبي ذراريهم و نساؤهم.
و قال يونس عن ابن إسحاق: و حدثني والدي إسحاق بن يسار، عن معبد ابن كلب بن مالك السلمي أن رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) حاصرهم خمسا و عشرين ليلة حتى أجهدهم الحصار، و قذف اللَّه- عز و جل- في قلوبهم الرعب [1].
[ ()] و أما على قول من يجوّز تأخير الصلاة لعذر القتال كما فهمه البحتري، حيث احتج على ذلك بحديث ابن عمر المتقدم في هذا، فلا إشكال على من أخر، و لا على من قدم أيضا، و اللَّه- تبارك و تعالى أعلم-.