responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إمتاع الأسماع بما للنبي من الأحوال و الأموال و الحفدة و المتاع نویسنده : المقريزي، تقي الدين    جلد : 13  صفحه : 135

يطعمني ربي و يسقيني،

و لنفسه ظل لا يكون إلا في النهار، و لا يجوز الأكل الحقيقي في النهار بلا شك فثبت ما قلناه.

و أجيب بأنه لو أكل من طعام الجنة لم يفطر أو بأن طعام اللَّه- تعالى- لا يفطر بدليل القاضي و قد علل بقوله: إنما أطعمه اللَّه و سقاه و قيل: يعان على الصوم و يقوى عليه فكأنه أطعم أو يخلق له اللَّه من الشبع الّذي كالطاعم و الشارب.

و قيل: كان الإطعام و الإسقاء حقيقة في المنام و قال الإمام: الوصال قربة في حقه (صلّى اللَّه عليه و سلّم)، و إنما يثبت خصوصية الوصال للرسول (صلّى اللَّه عليه و سلّم) إذا قلنا بأنه حرام على الأمة. و قد نص الشافعيّ- (رحمه اللَّه)- على كراهيته، و في ذلك وجهان، قيل: كراهة تحريم، و قيل: كراهة تنزيه، أصحهما أنه كراهة تحريم في النهي عنه. قال جمهور العلماء: قاله النووي و استدل به على تحريم الوصال بما

خرّجه البخاريّ من حديث أبي حازم، عن يزيد بن الهاد، عن عبد اللَّه بن حباب، عن أبي سعيد الخدريّ أنه سمع رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) يقول: لا تواصلوا فأيكم إذا كان يواصل فليواصل حتى السحر. قالوا: فإنك تواصل يا رسول؟ اللَّه قال:

لست كهيئتكم إني أبيت مطعم يطعمني و ساق يسقيني [1].

و النهي يقتضي التحريم، و قال القاضي عياض: قيل: النهي عنه رحمه و تخفيف فمن قدر فلا حرج، و قد واصل جماعة من السلف لأيام، و أجازه ابن وهب و أحمد و إسحاق إلى السحر ثم حكى عن الأكثرين كراهته.

و قد كانت أخت أبي سعيد تواصل و هي صحابية، و كان عبد اللَّه بن الزبير يواصل سبعة أيام، فإذا كان الليلة السابعة دعي بإناء من سمن فشربه ثم يأتي بثريدة فيها عرقان و يؤتي الناس بالجنان فيقول: هذا من خالص مالي، و هذا من بيت مالكم، و كان ابن وضاح يواصل أربعة أيام.

و قال عطاء و أبيّ و غيرهم من أصحابنا: هو من الخصائص التي أبيحت لرسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) و حرمت على الأمة و احتج لمن أباحه بقوله في بعض طرق مسلم: نهاهم عن الوصال- (رحمه اللَّه)-.


[1] سبق تخريجه.

نام کتاب : إمتاع الأسماع بما للنبي من الأحوال و الأموال و الحفدة و المتاع نویسنده : المقريزي، تقي الدين    جلد : 13  صفحه : 135
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست