نام کتاب : إمتاع الأسماع بما للنبي من الأحوال و الأموال و الحفدة و المتاع نویسنده : المقريزي، تقي الدين جلد : 13 صفحه : 117
قال سفيان بن حسين، عن الحسن قال: لا تمنن عملك تستكثره على ربك
و في رواية لا تمنن تستكثر عملك الصالح،
و عن الربيع بن أنس قال لا تكثرن عملك في عينك فإنه فيما أنعم اللَّه عليك و أعطاك قليل، و قال حصبة عن مجاهد: لا تضعف أن تستكثر من الخير، قال: لا تمنن في كلام العرب تضعف من قولهم حبل متين إذا كان ضعيفا، و قال ابن وهب عن أبي زيد قال:
لا تمنن بالنّبوّة و القرآن الّذي أرسلناك به تستكثرهم به لتأخذ عليه عرضا من الدنيا. و اختار أبو جعفر محمد بن جرير الطبري من هذه الأقوال: و لا تمنن على ربك من أن تستكثر عملك الصالح لأنه في سياق آيات فيه أمره- تعالى- (عليه السلام) للجد في الدعاء إليه و الصبر على ما يلقاه من الأذى في فكانت أشبه بذلك من غيرها، و اختار القرطبي: لا تعط لتأخذ أكثر مما أعطيت من المال.
و قال: يقال: مننت فلانا كذا أي أعطيته، و يقال: العطية المن، فكأنه أمر بأن يكون عطاياه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) للَّه- عز و جل- لا لارتقاب ثواب من الخلق عليها
لأن النبي (صلّى اللَّه عليه و سلّم) ما كان يجمع الدنيا، و لهذا قال: ما لي مما أفاء اللَّه عليكم إلا هذا الخمس، و الخمس مردود فيكم كان ما يفضل من نفقة عياله مصروفا إلى مصالح المسلمين،
و لهذا لم يورث لأنه كان لا يدخر، و لا يقتني، و قد عصمه اللَّه- تعالى- عن الرغبة في شيء من الدنيا، و لهذا حرمت عليه الصدقة، و أبيحت له الهدية، فكان يتقبلها و يثيب عليها، و
قال: لو دعيت إلى كراع لأجبت، و لو دعيت إلى كراع لقبلت،
قال ابن العربيّ: و كان (صلّى اللَّه عليه و سلّم) يقبلها سنّة، و لا يستكثرها شريعة، و إذا كان لا يعطي عطية يستكثر بها فالأغنياء أولى بالاجتناب، لأنها باب من أبواب المذلة، و ذكر قول من قال: معناه لا تعط عطية تنتظر ثوابها فإن الانتظار يعلق الأطماع، و ذلك في حيرة بحكم الامتناع و قد قال اللَّه- تعالى-: وَ لا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلى ما مَتَّعْنا بِهِ أَزْواجاً مِنْهُمْ
نام کتاب : إمتاع الأسماع بما للنبي من الأحوال و الأموال و الحفدة و المتاع نویسنده : المقريزي، تقي الدين جلد : 13 صفحه : 117