نام کتاب : إمتاع الأسماع بما للنبي من الأحوال و الأموال و الحفدة و المتاع نویسنده : المقريزي، تقي الدين جلد : 12 صفحه : 82
اتساع المملكة و كثرة العساكر، و زيارة الأموال، لم يكن مثله لملوك فارس و الروم، و اللَّه تعالى يؤتى ملكه من يشاء، و اللَّه واسع عليم.
و أما تأييد اللَّه عز و جل من كان معه الرسول (صلّى اللَّه عليه و سلّم) و تيقن الصحابة ذلك
فخرج البخاري [1] من حديث حاتم بن إسماعيل، عن يزيد بن أبي عبيد قال: سمعت سلمة بن الأكوع قال: مر نبي اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) على نفر من أسلم ينتضلون، فقال النبي (صلّى اللَّه عليه و سلّم): ارموا بنى إسماعيل، فإن أباكم كان راميا، و أنا مع بني فلان، فأمسك أحد الفريقين بأيديهم، فقال رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم): ما لكم لا ترمون، قالوا:
[ ()] (3) فرغانة: بالفتح ثم السكون و عين معجمة، و بعد الألف نون: مدينة فرغانة و كورة واسعة بما وراء النهر، متاخمة لبلاد تركستان، في زاوية من ناحية هيطل، من جهة مطلع الشمس على يمين القاصد لبلاد الترك، كثيرة الخير واسعة الرستاق، و يقال: كان بها أربعون منبرا، بينهما و بين سمرقند خمسون فرسخا، و من ولايتها جخندة. (المرجع السابق): موضع رقم (9128).
[1] (فتح الباري): 6/ 113، كتاب الجهاد و السير، باب (78) التحريض على الرمي، و قول اللَّه عز و جل: وَ أَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَ مِنْ رِباطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَ عَدُوَّكُمْ [الأنفال: 60] و يستفاد من هذا الحديث أن من صار السلطان عليه في جملة المناضلين له أن لا يتعرض لذلك كما فعل هؤلاء القوم، حيث أمسكوا، لكون النبي (صلّى اللَّه عليه و سلّم) مع الفريق الآخر، خشية أن يغلبوهم، فيكون النبي (صلّى اللَّه عليه و سلّم) مع من وقع عليه الغلب، فأمسكوا عن ذلك تأدبا معه. و تعقب بأن المعنى الّذي أمسكوا له لم ينحصر في هذا، بل الظاهر أنهم أمسكوا لما استشعروا من قوة قلوب أصحابهم بالغلبة حيث صار النبي (صلّى اللَّه عليه و سلّم) معهم، و ذلك من أعظم الوجوه المشعرة بالنصر. و استدل بهذا الحديث على أن اليمن من بنى إسماعيل، و فيه نظر، لما سيأتي في مناقب قريش من أنه استدلال بالأخص على الأعم، و فيه أن الجد الأعلى يسمى أبا، و فيه التنويه بذكر الماهر في صناعته ببيان فضلة، و تطييب قلوب من هم دونه، و فيه حسن خلق النبي (صلّى اللَّه عليه و سلّم) و معرفته بأمور الحرب، و فيه الندب إلى اتباع خصال الآباء المحمودة و العمل بمثلها، و فيه حسن أدب الصحابة مع النبي (صلّى اللَّه عليه و سلّم).
نام کتاب : إمتاع الأسماع بما للنبي من الأحوال و الأموال و الحفدة و المتاع نویسنده : المقريزي، تقي الدين جلد : 12 صفحه : 82