نام کتاب : إمتاع الأسماع بما للنبي من الأحوال و الأموال و الحفدة و المتاع نویسنده : المقريزي، تقي الدين جلد : 12 صفحه : 64
و أما تحاب امرأة و زوجها بعد تباغضهما بدعائه (صلّى اللَّه عليه و سلّم)
فخرج أبو نعيم [1] من حديث عبد اللَّه بن الزبير الحميدي قال: حدثنا أبو الحسن علي بن أبي على اللهبي، حدثنا محمد بن المنكدر [2]، عن جابر رضي اللَّه تبارك و تعالى عنه قال: مر رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) بسوق النبط [3]، و معه عمر بن الخطاب رضي اللَّه تبارك و تعالى عنه فأقبلت امرأة قالت: يا رسول اللَّه إن معى زوجي في البيت مثل المرأة، و أنا امرأة من المسلمين أحب ما تحبه المسلمة.
فقال النبي (صلّى اللَّه عليه و سلّم): عليّ به، فجاءت به، فقال النبي (صلّى اللَّه عليه و سلّم): ما تقول زوجتك هذه؟ فقال: و الّذي بعثك بالحق ما جف رأسي من الغسل منها بعد. فقالت:
يا رسول اللَّه و ما مرة واحدة في الشهر؟ فقال النبي (صلّى اللَّه عليه و سلّم): تبغضينه؟! قالت:
نعم و الّذي أكرمك [بالحق] [4]، فقال رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم): ادنيا إليّ رأسيكما [5]، فوضعا جبهتهما على وجهه فقال: اللَّهمّ ألف بينهما و حبب أحدهما إلى صاحبه، ثم مر النبي (صلّى اللَّه عليه و سلّم) بعد ذلك بأيام بهما، و كان زوج المرأة خراز، فإذا هي تحمل أدما على رقبتها، فقال النبي (صلّى اللَّه عليه و سلّم) يا عمر، أ ليست صاحبتنا التي قالت ما قالت؟
فسمعت صوت النبي (صلّى اللَّه عليه و سلّم) فرمت بالأدم، فقبلت [6] رجل النبي (صلّى اللَّه عليه و سلّم).
ثم قال لها النبي (صلّى اللَّه عليه و سلّم): كيف أنت و زوجك؟ فقالت: و الّذي أكرمك ما في الدنيا ولد و لا والد أحب إلى منه. فقال النبي (صلّى اللَّه عليه و سلّم): إني أشهد أنى رسول اللَّه.
فقال عمر رضي اللَّه تبارك و تعالى عنه و أنا أشهد أنك رسول اللَّه. قال أبو نعيم:
رواه ابن المبارك عن محمد بن المنكدر [7] مرسلا [8].
[1] (دلائل أبي نعيم): 460، دعاؤه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) لزوجين بالتأليف بينهما، حديث رقم (387).
[2] كذا في (الأصل)، و في (دلائل أبي نعيم): «المنذر».