responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إمتاع الأسماع بما للنبي من الأحوال و الأموال و الحفدة و المتاع نویسنده : المقريزي، تقي الدين    جلد : 12  صفحه : 374

فانحدرت إلى رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) فقلت: يا رسول اللَّه سألتنا عن حبس سيل و أنه لم يكن لنا به علم و أنه مر بي هذا الرجل فسألته فزعم أن به أهله فسأله رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) فقال: «أين أهلك»؟ قال: بحبس سيل، فقال: «أخر أهلك فإنه يوشك أن تخرج منه نار تضي‌ء أعناق الإبل ببصرى».

قال المؤلف [1]- (رحمه اللَّه)-: قد صدق اللَّه تعالى ما أنذر به رسوله (صلّى اللَّه عليه و سلّم) من ذلك فظهرت بأرض الحجاز إلى خامس جمادى الآخرة سنة أربع و خمسين و ستمائة من سنن الهجرة و استمرت شهرا شرقي المدينة النبويّة بناحية وادي شظا تلقاء جبل أحد حتى امتلأت تلك الأودية منها و صار يخرج منها شرر يأكل الحجارة و زلزلت المدينة بسببها و سمع الناس أصواتا مزعجة قبل ظهورها بخمسة أيام أولها يوم الإثنين أول الشهر فلم تزل الأصوات ليلا و نهارا حتى ظهرت النار يوم الجمعة خامسه و قد انتجت الأرض عن نار عظيمة عند وادي شظا و امتدت أربعة فراسخ في أربعة أميال و عمق قامة و نصف فسال الصخر منها ثم صار فحما أسود و أضاءت بيوت المدينة منها في الليل حتى كأن في كل بيت مصباح و رأى الناس سناها بمكة و ذكر غير واحد من الأعراب الذين كانوا بحاضرة بصرى من أرض الشام أنهم رأوا صفحات أعناق إبلهم في ضوء النار المذكورة فالتجأ الناس بالمدينة النبويّة إلى قبر رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) و دعوا و استغفروا اللَّه تعالى و أعتقوا عبيدهم و إماءهم و تصدقوا في هذه النار يقول:

يا كاشف الضر صفحا عن جرائمنا* * * لقد أحاطت بنا يا رب بأساء

نشكو إليك خطوبا لا نطيق لها* * * حملا و نحن بها حقا أحقاء

زلزال تخشع الصم الصلاب لها* * * و كيف يقوى على الزلزال شماء

[أقام سبعا يرج الأرض فانصدعت* * * عن منظر منه عين الشمس عشواء]

بحر من النار تجرى فوقه سفن* * * من الهضاب لها في الأرض أرساء

كأنما فوقه الأجبال طافية* * * موج عليه لفرط اليهج وعثاء

ترمى لها شررا كالقصر طائشة* * * كأنها ديمة تنصب هطلاء.


[1] يراجع في ذلك (مرآة الجنان) لليافعي: 4/ 130- 131، و يراجع أيضا في (شذرات الذهب في أخبار من ذهب): 3/ 263- 264، (البداية و النهاية): 13/ 219- 225.

نام کتاب : إمتاع الأسماع بما للنبي من الأحوال و الأموال و الحفدة و المتاع نویسنده : المقريزي، تقي الدين    جلد : 12  صفحه : 374
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست