نام کتاب : إمتاع الأسماع بما للنبي من الأحوال و الأموال و الحفدة و المتاع نویسنده : المقريزي، تقي الدين جلد : 12 صفحه : 228
فقلت: و اللَّه لاتبعنه فلأعلمن مكان بيته قال: فتبعته، قال: فانطلق حتى كاد أن يخرج من المدينة، ثم دخل منزله، قال: فاستأذنت عليه، فأذن لي، فقال:
ما حاجتك يا ابن أخي؟ فقلت له: سمعت القوم يقولون لك لما قمت: من سره أن ينظر إلى رجل من أهل الجنة فلينظر إلى هذا، فأعجبني أن أكون معك، قال: اللَّه أعلم بأهل الجنة، و سأحدثك ممّ قالوا ذاك، إني بينما أنا نائم، إذ أتانى رجل فقال لي: قم، فأخذ بيدي، فانطلقت معه، قال: فإذا أنا بجواد عن شمالي، قال: فأخذت لآخذ فيها، فقال لي: لا تأخذ فيها، فإنّها طرق أصحاب الشمال، قال: فإذا جواد منهج على يميني فقال لي: خذها هنا، فأتى بي جبلا، فقال لي اصعد، قال: فجعلت إذا أردت أن أصعد خررت على استي، قال: حتى فعلت ذلك مرارا، قال: ثم انطلق بي حتى أتى بي عمودا رأسه في السماء و أسفله في الأرض، في أعلاه حلقة، فقال لي: اصعد فوق هذا! قلت:
كيف أصعد هذا و رأسه في السماء؟.
قال: فأخذ بيدي فزج بي، قال: فإذا أنا متعلق بالحلقة، قال: ثم ضرب العمود فخرّ، قال: و بقيت متعلقا بالحلقة حتى أصبحت.
قال: فأتيت النبي (صلّى اللَّه عليه و سلّم) فقصصتها عليه، فقال: أما الطرق التي رأيت على يسارك، فهي طرق أصحاب الشمال، قال: و أما الطرق التي رأيت عن يمينك، فهي طرق أصحاب اليمين، و أما الجبل فهو منزل الشهداء، و لن تناله، و أما العمود فهو عمود الإسلام، و أما العروة فهي عروة الإسلام، و لن تزال متمسكا بها حتى تموت.
قال ابن عبد البر [1]: توفي في المدينة في خلافة معاوية سنة ثلاث و أربعين، و شهد رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) لعبد اللَّه بن سلام بالجنة.