نام کتاب : إمتاع الأسماع بما للنبي من الأحوال و الأموال و الحفدة و المتاع نویسنده : المقريزي، تقي الدين جلد : 11 صفحه : 108
محمد و بارك على محمد و على آل محمد كما باركت على إبراهيم إنك حميد مجيد
و هذا و إن فيه إبراهيم بن يحيى فقد وثقه الشافعيّ و ابن الأنفهاني و ابن عدي و ابن عقدة و ضعفه آخرون.
و أما المقدمة الثانية:
فبيانها ما
روى البخاريّ في (صحيحه) من حديث مالك بن الحويرث و فيه: و صلوا كما رأيتموني أصلي.
الدليل الثالث:
حديث فضالة بن عبيد فإن النبي (صلّى اللَّه عليه و سلّم) قال له أو لغيره:
إذا صلّى أحدكم فيبدأ بحمد اللَّه و الثناء عليه ثم ليصل على النبي ثم ليدع بما شاء. رواه أحمد و أصحاب السنن و صححه ابن خزيمة و ابن حبان و الحاكم.
فإن قيل: إن النبي (صلّى اللَّه عليه و سلّم) لم يأمر هذا المصلي بالإعادة، أجيب بأنه قد تقدم جوابه فإن قيل: إن هذا الدعاء كان بعد الصلاة لا فيها بدليل ما
خرجه الترمذيّ في جماعة من حديث رشدين بن سعد، و لفظه: فبينا رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) قاعدا إذ دخل عليه رجل فصلى فقال: اللَّهمّ اغفر لي و ارحمني. فقال النبي (صلّى اللَّه عليه و سلّم): إذا صليت فاحمد اللَّه بما هو أهله ثم صل عليّ ثم ادعه.
أجيب بأن رشدين ضعفه أبو زرعة و غيره فلا يكون حجة مع استقلاله فكيف إذا خالف الثقات الأثبات؟ لأن كل من روى هذا الحديث، قال: سمع النبي (صلّى اللَّه عليه و سلّم) رجلا يدعو في صلاته، ثم إن رشدين لم يقل في حديثه إن هذا الداعي دعا بعد انقضاء الصلاة، و لا يدل لفظه على ذلك بل قال: فصلى فقال: اللَّهمّ اغفر لي و ارحمني و هذا لا يدل على أنه قال بعد فراغه من الصلاة، بل نفس الحديث دليل على قولنا فإنه
قال: إذا صلى أحدكم فيبدأ بتحميد اللَّه.
و المعلوم إنه لم يرد بذلك بعد الفراغ من الصلاة بل الدخول فيها و يؤيده أن عامة أدعيه النبي (صلّى اللَّه عليه و سلّم) إنما كانت في الصلاة لا بعدها كحديث أبى هريرة، و عليّ، و أبى موسى، و عائشة، و ابن عائشة، و حذيفة، و عمار، و غيرهم، و لم ينقل أحد منهم أنه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) كان يدعو بعد صلاته في حديث صحيح، و لما سأله أبو بكر الصديق- رضي اللَّه تبارك و تعالى عنه- [عن ما كان] يدعو به في صلاته لم يقل خارج الصلاة و كذا لم يقل لهذا الداعي: بعد سلامك من الصلاة، لا سيما و المصلي يناجي ربه تعالى مقبلا عليه، فدعاؤه ربه تعالى في هذه الحال أنسب من دعائه له تعالى بعد انصرافه عنه و فراغه من مناجاته،
و قد قال (صلّى اللَّه عليه و سلّم): فاحمد
نام کتاب : إمتاع الأسماع بما للنبي من الأحوال و الأموال و الحفدة و المتاع نویسنده : المقريزي، تقي الدين جلد : 11 صفحه : 108