نام کتاب : إمتاع الأسماع بما للنبي من الأحوال و الأموال و الحفدة و المتاع نویسنده : المقريزي، تقي الدين جلد : 1 صفحه : 274
اللقاح
و لما ظفر المسلمون باللقاح خلّفوا عليها سلمة بن الأكوع و معه أبو رهم الغفاريّ. و كانت خمسة عشرة لقحة غزارا. فلما أقبل النبي (صلى اللَّه عليه و سلم) من الزّغابة إذا اللقاح على باب المسجد تحان [1]، فلما نظر إليها تفقد منها لقحة يقال لها الحنّاء، و قد نحرها القوم، فردها إلى ذي الجدر فكانت هناك، و كان لبنها يروح به سلمة ابن الأكوع إلى رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و سلم)، كل ليلة وطب [2] لبن.
عمرة الحديبيّة
ثم كانت عمرة الحديبيّة [على مقربة مكة] [3]. و ذلك أن رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و سلم) رأى في النوم أنه دخل البيت و حلق رأسه، و أخذ مفتاح البيت، و عرّف مع المعرّفين [4]، فاستنفر أصحابه إلى العمرة، فأسرعوا و تهيأوا للخروج.
إسلام بسر بن سفيان و شراؤه الهدي لرسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و سلم)
وقدم عليه بسر بن سفيان بن عمرو بن عويمر الخزاعيّ في ليال من شوال مسلما، فقال له: يا بسر! لا تبرح حتى تخرج معنا، فإنا إن شاء اللَّه معتمرون.
فأقام و ابتاع بدنا لرسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و سلم)، فكان يبعث بها إلى ذي الجدر حتى حضر خروجه، فأمر بها فجلبت إلى المدينة، و سلمها إلى ناجية بن جندب بن عمير بن يعمر بن دارم بن عمرو بن واثلة بن سهم [5] بن مازن بن سلامان بن أسلم بن أفصى الأسلمي ليقدمها إلى ذي الحليفة.
سلاح المسلمين و هديهم
و خرج المسلمون لا يشكون في الفتح- للرؤيا المذكورة-، و ليس معهم
[1] هذه الكلمة غير منقوطة في (خ) و لعلها «تحان» تفاعل من الحنين، و تحانّ القوم: اشتقاق بعضهم إلى بعض (المعجم الوسيط) ج 1 ص 203.
[2] الوطب: «سقاء اللبن» و هو جلد الجذع فما فوقه (المرجع السابق) ج 2 ص 1041.
[3] ما بين القوسين في (خ) كان بعد قوله «وطب اللبن»، و هذا حق مكانه. و الحديبيّة في الحل و بعضها في الحرم، و عند مالك بن أنس أنها جميعها في الحرم. (معجم البلدان) ج 2 ص 229، 230.