نام کتاب : إمتاع الأسماع بما للنبي من الأحوال و الأموال و الحفدة و المتاع نویسنده : المقريزي، تقي الدين جلد : 1 صفحه : 235
من الخندق يقتحمانه، فكانت للمسلمين معهما وقائع في تلك الليالي.
شعار المهاجرين
و كان شعار المهاجرين: يا خيل اللَّه. و جاء في بعض الليالي عمرو بن عبد [بن أبي القيس] [1] في خيل المشركين، و معه مسعود بن رخيلة [2] بن نويرة بن طريف بن سحمة بن عبد اللَّه بن هلال بن خلاوة بن أشجع بن ريث بن غطفان في خيل غطفان، فرماهم المسلمون. و لبس رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و سلم) درعه و مغفره، و ركب فرسه و خرج، فصرفهم اللَّه و قد كثرت فيهم الجراحة، فرجع (صلى اللَّه عليه و سلم) و نام، و إذا بضرار بن الخطاب و عيينة بن حصن في عدة فركب (عليه السلام) بسلاحه ثانيا، فرماهم المسلمون حتى ولوا و فيهم جراحات كثيرة.
الخوف يوم الخندق و شدة البلاء
قالت أم سلمة رضي اللَّه عنها: شهدت معه مشاهد- فيها قتال و خوف- المريسيع و خيبر، و كنا بالحديبية، و في الفتح، و حنين- لم يكن من ذلك أتعب لرسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و سلم) و لا أخوف عندنا من الخندق. و ذلك أن المسلمين كانوا في مثل الحرجة، و أن قريظة لا نأمنها على الذراري: فالمدينة تحرس حتى الصباح، نسمع تكبير المسلمين فيها حتى يصبحوا خوفا، حتى ردهم اللَّه بغيظهم لم ينالوا خيرا [3]. و قال محمد بن مسلمة و غيره: كان ليلنا بالخندق نهارا، و كان المشركون يتناوبون بينهم، فيغدو أبو سفيان بن حرب في أصحابه يوما، و يغدو خالد بن الوليد يوما، و يغدو عمرو بن العاص يوما، و يغدو هبيرة بن أبي وهب [4] يوما، و يغدو عكرمة بن أبي جهل يوما، و يغدو ضرار بن الخطاب يوما، حتى عظم البلاء و خاف الناس خوفا شديدا.
رماة المشركين
و كان معهم رماة يقدمونهم إذا غدوا، متفرقين أو مجتمعين بين أيديهم، و هم: