نام کتاب : إمتاع الأسماع بما للنبي من الأحوال و الأموال و الحفدة و المتاع نویسنده : المقريزي، تقي الدين جلد : 1 صفحه : 236
حبّان بن العرقة و أبو أسامة الجشمي في آخرين، فتناوشوا بالنبل ساعة، و هم جميعا في وجه واحد و جاه قبة رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و سلم)، و رسول اللَّه قائم بسلاحه على فرسه.
إصابة سعد بن معاذ و هي الإصابة التي قتلته
فرمى حبان بن العرقة سعد بن معاذ بسهم فأصاب أكحله [1] و قال: خذها و أنا ابن العرقة!
فقال رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و سلم): عرّق اللَّه وجهه في النار،
و يقال: بل رماه أبو أسامة الجشمي.
اقتحام المشركين مضيقا من الخندق و قتالهم و ردهم
ثم أجمع رؤساء المشركين أن يغدو جميعا، و جاءوا يريدون مضيقا يقحمون خيلهم إلى النبي (صلى اللَّه عليه و سلم) حتى أتوا مكانا ضيقا أغفله المسلمون فلم تدخله خيولهم.
و عبره عكرمة بن أبي جهل، و نوفل بن عبد اللَّه المخزومي، و ضرار بن الخطاب [هو ضرار بن الخطاب بن مرداس بن كبير بن عمرو آكل السّقب بن حبيب بن عمرو ابن شيبان بن محارب [2] بن فهر بن مالك الفهري، أسلم يوم الفتح]، و هبيرة بن أبي وهب، و عمرو بن عبد- و قام سائرهم وراء الخندق، فدعا عمرو بن عبد إلى البراز- و كان قد بلغ تسعين سنة، و حرم الدهن حتى يثأر بمحمد و أصحابه-
فأعطى رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و سلم) عليا رضي اللَّه عنه سيفه و عمّمه و قال: اللَّهمّ أعنه عليه!
فخرج له و هو راجل [3] و عمرو فارسا، فسخر به عمرو، و دنا منه عليّ، فلم يكن بأسرع من أن قتله علي، فولى أصحابه الأدبار. و سقط نوفل بن عبد اللَّه عن فرسه في الخندق، فرمي بالحجارة حتى قتل. و مرّ عمر بن الخطاب و الزبير في إثر القوم فناوشوهم ساعة، و سقطت درع هبيرة بن أبي وهب، فأخذها الزبير رضي اللَّه عنه.
[1] الأكحل: وريد في وسط الذراع (المعجم الوسيط) ج 3 ص 778، و قال سعد رضي اللَّه عنه حينئذ
لبّث قليلا يشهد الهيجا حمل* * * لا بأس بالموت إذا حان الأجل
راجع: (عيون الأثر) ج 2 ص 2، (ابن هشام) ج 3 ص 136، و في (الواقدي) ج 2 ص 469 (.. ما أحسن الموت إذا حان الأجل)، و حمل: و هو حمل بن سعدانة بن حارثة الكلبي.