responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المواهب اللدنية بالمنح المحمدية نویسنده : أحمد بن محمد القسطلاني    جلد : 2  صفحه : 549

تجد صفتى فى كتاب اللّه» قال: انسب ربك يا محمد، فارتج النبيّ- صلى اللّه عليه و سلم- فقال له جبريل: قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1) اللَّهُ الصَّمَدُ (2) لَمْ يَلِدْ وَ لَمْ يُولَدْ (3) وَ لَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ [1]، فقال ابن سلام: أشهد أنك رسول اللّه، و إن اللّه مظهرك و مظهر دينك على الأديان، و إنى لأجد صفتك فى كتاب اللّه: يا أيها النبيّ إنا أرسلناك شاهدا و مبشرا و نذيرا، أنت عبدى و رسولى، سميتك المتوكل، ليس بفظ و لا غليظ و لا سخاب فى الأسواق، و لا يجزى بالسيئة مثلها، و لكن يعفو و يصفح، و لن يقبضه اللّه حتى يقيم به الملة المعوجة، حتى يقولوا لا إله إلا اللّه، و يفتح به أعينا عميا، و آذانا صمّا و قلوبا غلفا.

فصل‌

و قوله: «ليس بفظ و لا غليظ» موافق لقوله تعالى: فَبِما رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَ لَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ‌ [2] و لا يعارض قوله:

وَ اغْلُظْ عَلَيْهِمْ‌ [3] لأن النفى محمول على طبعه الكريم الذي جبل عليه، و الأمر محمول على المعالجة، أو النفى بالنسبة إلى المؤمنين و الأمر بالنسبة إلى الكفار و المنافقين كما هو مصرح به فى نفس الآية. و «قلوبا غلفا»: أى مغشاة مغطاة، واحدها: أغلف، و منه غلاف السيف و غيره.

و أخرج البيهقي و أبو نعيم عن أم الدرداء- امرأة أبى الدرداء- قالت:

قلت لكعب، كيف تجدون صفة رسول اللّه- صلى اللّه عليه و سلم- فى التوراة؟ قال: كنا نجده موصوفا فيها: محمد رسول اللّه اسمه المتوكل، ليس بفظ و لا غليظ و لا سخاب فى الأسواق، و أعطى المفاتيح، ليبصر اللّه به أعينا عورا، و يسمع به آذانا صمّا، و يقيم به ألسنة معوجة، حتى يشهدوا أن لا إله إلا اللّه وحده لا شريك له، يعين المظلوم و يمنعه من أن يستضعف.

و فى البخاري: عن عطاء بن يسار قال: لقيت عبد اللّه بن عمرو بن‌


[1] سورة الإخلاص: 1- 4.

[2] سورة آل عمران: 159.

[3] سورة التوبة: 73.

نام کتاب : المواهب اللدنية بالمنح المحمدية نویسنده : أحمد بن محمد القسطلاني    جلد : 2  صفحه : 549
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست