نام کتاب : المواهب اللدنية بالمنح المحمدية نویسنده : أحمد بن محمد القسطلاني جلد : 2 صفحه : 550
العاص، فقلت: أخبرنى عن صفة رسول اللّه- صلى اللّه عليه و سلم- قال: (أجل، و اللّه إنه لموصوف فى التوراة ببعض صفته فى القرآن: يا أيها النبيّ إنا أرسلناك شاهدا و مبشرا و نذيرا، و حرزا للأميين. أنت عبدى و رسولى، سميتك المتوكل ليس بفظ و لا غليظ و لا سخاب فى الأسواق، و لا يجزى بالسيئة السيئة، و لكن يعفو و يصفح، و لن يقبضه اللّه حتى يقيم به الملة العوجاء، بأن يقولوا: لا إله إلا اللّه، و يفتح به أعينا عميا و آذانا صمّا و قلوبا غلفا) [1].
و عند ابن إسحاق: و لا صخب فى الأسواق، و لا متزين بالفحش، و لا قوال للخنا، أسدده بكل جميل، و أهب له كل خلق كريم، ثم أجعل السكينة لباسه، و البر شعاره، و التقوى ضميره، و الحكمة معقوله، و الصدق و الوفاء طبيعته، و العفو و المعروف خلقه، و العدل سيرته، و الحق شريعته، و الهدى إمامه، و الإسلام ملته، و أحمد اسمه، أهدى به بعد الضلالة، و أعلم به بعد الجهالة، و أرفع به الخمالة، و أسمى به بعد النكرة، و أكثر به بعد القلة، و أغنى به بعد العيلة، و أجمع به بعد الفرقة، و أؤلف به بين قلوب مختلفة، و أهواء متشتتة، و أمم متفرقة، و أجعل أمته خير أمة أخرجت للناس.
و أخرج البيهقي عن ابن عباس قال: قدم الجارود فأسلم فقال: و الذي بعثك بالحق لقد وجدت وصفك فى الإنجيل، و لقد بشر بك ابن البتول.
و أخرج ابن سعد قال: لما أمر إبراهيم بإخراج هاجر حمل على البراق، فكان لا يمر بأرض عذبة سهلة إلا قال: انزل هاهنا يا جبريل، فيقول: لا، حتى أتى مكة فقال جبريل: انزل يا إبراهيم، قال: حيث لا ضرع و لا زرع؟
قال: نعم، هاهنا يخرج النبيّ الذي من ذرية ابنك الذي تتم به الكلمة العليا. و فى التوراة- مما اختاره بعد الحذف و التبديل و التحريف، مما ذكره ابن ظفر فى «البشر» و ابن قتيبة فى «أعلام النبوة»-: تجلى اللّه من سينا، و أشرق من ساعير، و استعلن من جبال فاران. و «سينا» هو الجبل الذي كلم اللّه فيه موسى. و «ساعير» هو الجبل الذي كلم اللّه فيه عيسى، و ظهرت فيه نبوته.