responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المواهب اللدنية بالمنح المحمدية نویسنده : أحمد بن محمد القسطلاني    جلد : 2  صفحه : 547

النوع الرابع فى التنويه به ص فى الكتب السالفة كالتوراة و الإنجيل بأنه صاحب الرسالة و التبجيل‌

قال اللّه تعالى: الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوباً عِنْدَهُمْ فِي التَّوْراةِ وَ الْإِنْجِيلِ‌ [1]. و هذا يدل على أنه لو لم يكن مكتوبا لكان ذكر هذا الكلام من أعظم المنفرات لليهود و النصارى عن قبول قوله، لأن الإصرار على الكذب و البهتان من أعظم المنفرات، و العاقل لا يسعى فيما يوجب نقصان حاله، و ينفر الناس عن قبول مقاله، فلما قال لهم- صلى اللّه عليه و سلم- هذا دل على أن ذلك النعت كان مذكورا فى التوراة و الإنجيل. و ذلك من أعظم الدلائل على صحة نبوته.

لكن أهل الكتب كما قال اللّه تعالى: وَ إِنَّ فَرِيقاً مِنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَ هُمْ يَعْلَمُونَ‌ [2] و يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَواضِعِهِ‌ [3]، و إلا فهم- قاتلهم اللّه- قد عرفوا محمدا- صلى اللّه عليه و سلم- كما عرفوا أبناءهم، و وجدوه مكتوبا عندهم فى التوراة و الإنجيل، لكنهم حرفوهما و بدلوهما ليطفئوا نور اللّه بأفواههم، و يأبى اللّه إلا أن يتم نوره و لو كره الكافرون.

فدلائل نبوة نبينا- صلى اللّه عليه و سلم- فى كتابيهما- بعد تحريفهما- طافحة، و أعلام شريعته و رسالته فيهما لائحة، و كيف يغنى عنهم إنكارهم، و هذا اسم النبيّ- صلى اللّه عليه و سلم- بالسريانية «مشفح»، فمشفح، محمد بغير شك، و اعتباره أنهم يقولن «شفحا لاها» إذا أرادوا أن يقولوا: الحمد للّه، و إذا كان الحمد، شفحا، فمشفح: محمد، و لأن الصفات التي أقروا بها هى وفاق لأحواله و زمانه، و مخرجه و مبعثه و شريعته- صلى اللّه عليه و سلم-، فليدلونا على من هذه الصفات له، و من خرجت له الأمم من بين يديه، و انقادت له و استجابت لدعوته. و من صاحب الجمل الذي هلكت بابل و أصنامها به؟


[1] سورة الأعراف: 157.

[2] سورة البقرة: 146.

[3] سورة المائدة: 13.

نام کتاب : المواهب اللدنية بالمنح المحمدية نویسنده : أحمد بن محمد القسطلاني    جلد : 2  صفحه : 547
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست