نام کتاب : المواهب اللدنية بالمنح المحمدية نویسنده : أحمد بن محمد القسطلاني جلد : 2 صفحه : 546
أبى عامر العقدى، و قال: حديث حسن صحيح. و فى حديث أنس بن مالك مرفوعا: (إن الرسالة و النبوة قد انقطعت، فلا رسول بعدى و لا نبى) [1] رواه الترمذى و غيره. و فى حديث جابر مرفوعا: (مثلى و مثل الأنبياء، كمثل رجل بنى دارا فأحسنها و أكملها إلا موضع لبنة، فكان من دخلها فنظر إليها قال: ما أحسنها إلا موضع هذه اللبنة، و أنا موضع هذه اللبنة، ختم بى الأنبياء- عليهم الصلاة و السلام-) [2] رواه أبو داود الطيالسى، و كذا البخاري و مسلم.
و فى حديث أبى سعيد الخدرى: (فجئت أنا فأتممت تلك اللبنة) [3]. رواه مسلم. و فى حديث أبى هريرة عند مسلم: (و أرسلت إلى الخلق كافة و ختم بى النبيون) [4].
فمن تشريف اللّه تعالى له- صلى اللّه عليه و سلم- ختم الأنبياء و المرسلين به، و إكمال الدين الحنيف له، و قد أخبر اللّه فى كتابه، و رسوله فى السنة المتواترة عنه، أنه لا نبى بعده، ليعلموا أن كل من ادعى هذا المقام بعده فهو كذاب أفاك دجال ضال مضل، و لو تحذق و تشعبذ، و أتى بأنواع السحر و الطلاسم و النيرنجيات [5]، فكلها محال و ضلالة عند أولى الألباب. و لا يقدح فى هذا نزول عيسى ابن مريم7 بعده، لأنه إذا نزل كان على دين نبينا- صلى اللّه عليه و سلم- و منهاجه، مع أن المراد: أنه آخر من نبئ. قال أبو حيان: و من ذهب إلى أن النبوة مكتسبة لا تنقطع، أو إلى أن الولى أفضل من النبيّ فهو زنديق يجب قتله و اللّه أعلم.
[1] صحيح: أخرجه الترمذى (2272) فى الرؤيا، باب: ذهبت النبوة و بقيت البشرات، و أحمد فى «المسند» (3/ 267)، و الحاكم فى «المستدرك» (40/ 433)، و الحديث صححه الشيخ الألبانى فى «صحيح سنن الترمذى».