نام کتاب : المواهب اللدنية بالمنح المحمدية نویسنده : أحمد بن محمد القسطلاني جلد : 2 صفحه : 303
تجليت جل اللّه فى وجه آدم * * * فصلى له الأملاك حين توسلوا
و عن أبى عثمان الواعظ، فيما حكاه الفاكهانى قال: سمعت الإمام سهل بن محمد يقول: هذا التشريف الذي شرف اللّه تعالى به محمدا بقوله:
إِنَّ اللَّهَ وَ مَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِ[1] الآية، أتم و أجمع من تشريف آدم7 بأمر الملائكة له بالسجود، لأنه لا يجوز أن يكون اللّه مع الملائكة فى ذلك التشريف، فتشريف يصدر عنه تعالى و عن الملائكة و المؤمنين أبلغ من تشريف تختص به الملائكة، انتهى.
قال بعضهم: و أما تعليم آدم أسماء كل شيء، فأخرج الديلمى فى مسند الفردوس من حديث أبى رافع قال: قال رسول اللّه- صلى اللّه عليه و سلم-: «مثلت لى أمتى فى الماء و الطين، و علمت الأسماء كلها كما علم آدم الأسماء كلها» [2] فكما أن آدم علم أسماء العلوم كلها كذلك نبينا- صلى اللّه عليه و سلم-، و زاد عليه- و اصل اللّه صلاته و سلامه عليه- بعلم ذواتها. و للّه در الأبوصيري حيث قال:
لك ذات العلوم من عالم الغي * * * ب و منها لآدم الأسماء
و لا ريب أن المسميات أعلى رتبة من الأسماء، لأن الأسماء يؤتى بها لتبين المسميات، فهى المقصودة بالذات، و إليه الإيماء بقوله: «ذات العلوم»، و الأسماء مقصودة لغيرها فهى دونها، ففضل العالم بحسب فضل معلومه.
* و أما إدريس7، فرفعه اللّه مكانا عليّا، فأعطى سيدنا محمد- صلى اللّه عليه و سلم- المعراج، و رفع إلى مكان لم يرفع إليه غيره.
* و أما نوح7 فنجاه اللّه تعالى و من آمن معه من الغرق و نجاه من الخسف، فأعطى سيدنا محمد- صلى اللّه عليه و سلم- أنه لم تهلك أمته بعذاب من السماء، قال اللّه تعالى: وَ ما كانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَ أَنْتَ فِيهِمْ[3].
و أما قول الفخر الرازى فى تفسيره: «أكرم اللّه نوحا بأن أمسك سفينته