نام کتاب : المواهب اللدنية بالمنح المحمدية نویسنده : أحمد بن محمد القسطلاني جلد : 2 صفحه : 304
على الماء و فعل بمحمد- صلى اللّه عليه و سلم- أعظم منه. روى أنه- صلى اللّه عليه و سلم- كان على شط ماء و قعد عكرمة بن أبى جهل فقال: إن كنت صادقا فادع ذلك الحجر الذي فى الجانب الآخر فليسبح و لا يغرق، فأشار إليه- صلى اللّه عليه و سلم- فانقلع الحجر من مكانه و سبح حتى صار بين يدى رسول اللّه- صلى اللّه عليه و سلم- و شهد له بالرسالة، فقال له النبيّ- صلى اللّه عليه و سلم-: «يكفيك هذا؟» فقال: حتى يرجع إلى مكانه» فلم أره لغيره و اللّه أعلم بحاله.
* و أما إبراهيم الخليل- عليه الصلاة و السلام- فكانت عليه نار نمروذ بردا و سلاما، فأعطى سيدنا محمد- صلى اللّه عليه و سلم- نظير ذلك، إطفاء نار الحرب عنه- صلى اللّه عليه و سلم- و ناهيك بنار حطبها السيوف و وهجها الحتوف و موقدها الحسد و مطلبها الروح و الجسد، قال اللّه تعالى: كُلَّما أَوْقَدُوا ناراً لِلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللَّهُ[1].
فكم أرادوا أن يطفئوا النور بالنار، و أبى الجبار إلا أن يتم نوره و أن يخمد شرورهم و يحمد لمحمد- صلى اللّه عليه و سلم- سروره و ظهوره.
و يذكر أنه- صلى اللّه عليه و سلم- مر ليلة المعراج على بحر النار الذي دون سماء الدنيا مع سلامته منه، كما روى مما رأيته فى بعض الكتب. و روى النسائى أن محمد بن حاطب قال: كنت طفلا فانصب القدر على و احترق جلدى كله، فحملنى أبى إلى رسول اللّه- صلى اللّه عليه و سلم- فتفل- صلى اللّه عليه و سلم- فى جلدى و مسح بيده على المحترق و قال: «أذهب البأس رب الناس»، فصرت صحيحا لا بأس بى [2].
و أما ما أعطيه إبراهيم- عليه الصلاة و السلام- من مقام الخلة فقد أعطيه نبينا- صلى اللّه عليه و سلم-، و زاد بمقام المحبة. و قد روى فى حديث الشفاعة أن الخليل إبراهيم- عليه الصلاة و السلام- إذا قيل له: اتخذك اللّه خليلا فاشفع لنا قال:
«إنما كنت خليلا من وراء وراء» اذهبوا إلى غيرى إلى أن تنتهى الشفاعة إلى النبيّ- صلى اللّه عليه و سلم- فيقول: «أنا لها، أنا لها» [3] و هذا يدل على أن نبينا- صلى اللّه عليه و سلم- كان