نام کتاب : المواهب اللدنية بالمنح المحمدية نویسنده : أحمد بن محمد القسطلاني جلد : 2 صفحه : 302
الصلاة و السلام- سواه من الأنوار فإنما هو من نوره الفائض و مدده الواسع من غير أن ينقص منه شيء.
و أول ما ظهر ذلك فى آدم7، حيث جعله اللّه خليفة و أمده بالأسماء كلها من مقام جوامع الكلم التي لمحمد- صلى اللّه عليه و سلم- فظهر بعلم الأسماء كلها على الملائكة القائلين: أَ تَجْعَلُ فِيها مَنْ يُفْسِدُ فِيها وَ يَسْفِكُ الدِّماءَ[1]، ثم توالت الخلائف فى الأرض إلى أن وصل زمان وجود صورة جسم نبينا- صلى اللّه عليه و سلم- الشريف لإظهار حكم منزلته، فلما برز كان كالشمس اندرج فى نوره كل نور، و انطوى تحت منشور آياته كل آية لغيره من الأنبياء، و دخلت الرسالات كلها فى صلب نبوته، و النبوات كلها تحت لواء رسالته، فلم يعط أحد منهم كرامة أو فضيلة إلا و قد أعطى- صلى اللّه عليه و سلم- مثلها.
فادم- عليه الصلاة و السلام- أعطى أن اللّه تعالى خلقه بيده، فأعطى سيدنا محمد- صلى اللّه عليه و سلم- شرح صدره، و تولى اللّه تعالى شرح صدره بنفسه، و خلق فيه الإيمان و الحكمة، و هو الخلق النبوى، فتولى من آدم الخلق الوجودى و من سيدنا محمد- صلى اللّه عليه و سلم- الخلق النبوى، مع أن المقصود- كما مر- من خلق آدم خلق نبينا فى صلبه، فسيدنا محمد- صلى اللّه عليه و سلم- المقصود و آدم الوسيلة، و المقصود سابق على الوسيلة [2].
و أما سجود الملائكة لآدم، فقال فخر الدين الرازي فى تفسيره: إن الملائكة أمروا بالسجود لآدم لأجل أن نور محمد- صلى اللّه عليه و سلم- كان فى جبهته [3]، و للّه در القائل:
[2] قلت: الحديث الوارد فى ذلك، ضعيف جدّا، و لا حجة فيه، أما غاية الخلق، فهى كما ذكرها اللّه حيث قال: وَ ما خَلَقْتُ الْجِنَّ وَ الْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ [سورة الذاريات: 56].
[3] قلت: و هذا أيضا لا حجة فيه، و لم يذكر أئمة التفاسير المسندة هذه الروايات بأسانيد صحيحة أو ضعيفة، بل هى من شطحات الصوفية التي تغالى فى شخص رسول اللّه- صلى اللّه عليه و سلم- الذي قال عن نفسه «لا تطرونى كما أطرت النصارى عيسى ابن مريم، إنما أنا عبد، فقولوا: عبد اللّه و رسوله» صحيح أخرجه مسلم.
نام کتاب : المواهب اللدنية بالمنح المحمدية نویسنده : أحمد بن محمد القسطلاني جلد : 2 صفحه : 302