نام کتاب : المواهب اللدنية بالمنح المحمدية نویسنده : أحمد بن محمد القسطلاني جلد : 2 صفحه : 301
الفصل الثانى فيما خصّه اللّه تعالى به من المعجزات و شرفه به على سائر الأنبياء من الكرامات و الآيات البيّنات
اعلم نور اللّه قلبى و قلبك، و قدس سرى و سرك، أن اللّه تعالى قد خص نبينا- صلى اللّه عليه و سلم- بأشياء لم يعطها لنبى قبله، و ما خص نبى بشيء إلا و كان لسيدنا محمد- صلى اللّه عليه و سلم- مثله، فإنه أوتى جوامع الكلم، و كان نبيّا و آدم بين الروح و الجسد، و غيره من الأنبياء لم يكن نبيّا إلا فى حال نبوته و زمان رسالته.
و لما أعطى هذه المنزلة علمنا أنه- صلى اللّه عليه و سلم- الممد لكل إنسان كامل مبعوث و يرحم اللّه الأديب شرف الدين الأبوصيري فلقد أحسن حيث قال:
و كل آى أتى الرسل الكرام بها * * * فإنما اتصلت من نوره بهم
فإنه شمس فضل هم كواكبها * * * يظهرن أنوارها للناس فى الظلم
قال العلامة ابن مرزوق: يعنى أن كل معجزة أتى بها كل واحد من الرسل فإنما اتصلت بكل واحد منهم من نور محمد- صلى اللّه عليه و سلم- و ما أحسن قوله:
فإنما اتصلت من نوره بهم فإنه يعطى أن نوره- صلى اللّه عليه و سلم- لم يزل قائما به و لم ينقص منه شيء، و لو قال: فإنما هى من نوره لتوهم أنه وزع عليهم و قد لا يبقى له منه شيء. و إنما كانت آيات كل واحد من نوره- صلى اللّه عليه و سلم- لأنه شمس فضل هم كواكب تلك الشمس يظهرن- أى تلك الكواكب- أنوار تلك الشمس للناس فى الظلم. فالكواكب ليست مضيئة بالذات و إنما هى مستمدة من الشمس فهى عند غيبة الشمس تظهر نور الشمس. فكذلك الأنبياء قبل وجوده- صلى اللّه عليه و سلم- كانوا يظهرون فضله فجميع ما ظهر على أيدى الرسل- عليهم
نام کتاب : المواهب اللدنية بالمنح المحمدية نویسنده : أحمد بن محمد القسطلاني جلد : 2 صفحه : 301