ألا يا ضريحا ضم نفسا زكية* * * عليك سلام اللّه في القرب و البعد
عليك سلام اللّه ما هبت الصبا* * * و ما ناح قمري على البان و الرند
و ما سجعت ورق و غنت حمامة* * * و ما اشتاق ذو وجد إلى ساكني نجد
و ما لي سوى حبي لكم آل أحمد* * * أمرغ من شوقي على بابكم خدي
باب بيان ما وقع من الحوادث من عام ولادته (صلى اللّه عليه و سلم) إلى زمان وفاته (صلى اللّه عليه و سلم) على سبيل الإجمال و بيان زمن ولادته عاما و يوما و شهرا و مكانا
اعلم أن الأكثر على أنه (صلى اللّه عليه و سلم) ولد عام الفيل، و حكى بعضهم الإجماع عليه.
قال: و كل قول خالفه فهو وهم.
و قيل بعد الفيل بخمسين يوما، و قيل بزيادة خمسة أيام، و قيل بشهر، و قيل بأربعين يوما، و قيل بشهرين و عشرة أيام، و قيل بعشرين سنة، و قيل بعشر سنين، و قيل بخمس عشرة سنة.
و كانت ولادته (صلى اللّه عليه و سلم) يوم الاثنين في شهر ربيع الأول لعشر خلون منه و قيل لليلتين، و قيل لثمان خلت، و اختاره الحميدي تبعا لشيخه ابن حزم. و حكى القضاعي (رحمه اللّه) عن «عيون المعارف» إجماع أهل التاريخ عليه. و قيل لاثنتي عشرة ليلة و هو المشهور، و قيل لسبع عشرة، و قيل لثمان بقين منه، و ذلك في النهار عند طلوع الفجر، و قيل ولد ليلا و عليه عمل أهل مكة في زيارة موضع مولده الشريف (صلى اللّه عليه و سلم) و كونه في شهر ربيع الأول هو قول الجمهور من العلماء، و حكى ابن الجوزي (رحمه اللّه) الاتفاق عليه. و قيل في صفر، و قيل في ربيع الآخر و قيل في رجب، و قيل في شهر رمضان.
و اختلف في مكان ولادته (صلى اللّه عليه و سلم)، فقيل بمكة و عليه قيل بالدار التي كانت لمحمد بن يوسف أخي الحجاج، و قيل بالشعب شعب بني هاشم و ذلك المحل يزار الآن، و قيل بالردم، و قيل ولد (صلى اللّه عليه و سلم) بعسفان.
و في السنة الثالثة من مولده (صلى اللّه عليه و سلم) شق صدره الشريف عند ظئره حليمة رضي اللّه تعالى عنها، و قيل كان في الرابعة، و فيها ولد أبو بكر الصديق رضي اللّه تعالى عنه بمنى.
و في السنة السادسة من مولده (صلى اللّه عليه و سلم) كانت وفاة أمه آمنة و دفنت بالأبواء، و قيل