responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : السيرة الحلبية نویسنده : أبو الفرج الحلبي الشافعي    جلد : 3  صفحه : 518

كان أميرا على المدينة، قدمه الحسين فصلى عليه إماما و قال هي السنة.

قال ابن كثير (رحمه اللّه): و الذي نص عليه و غير واحد من الأئمة سلفا و خلفا أنه (صلى اللّه عليه و سلم) توفي يوم الاثنين قبل أن ينتصف النهار، و دفن يوم الثلاثاء قبل وقت الضحى، و القول إنه مكث ثلاثة أيام لا يدفن غريب، و الصحيح أنه (صلى اللّه عليه و سلم) مكث بقية يوم الاثنين و ليلة الثلاثاء و يوم الثلاثاء و بعض ليلة الأربعاء.

و كان السبب في تأخره (صلى اللّه عليه و سلم) ما علمت من اشتغالهم ببيعة أبي بكر رضي اللّه عنه حتى تمت، و قيل لعدم اتفاقهم على موته (صلى اللّه عليه و سلم)، و كان آخر من طلع من قبره الشريف قثم بن العباس رضي اللّه عنهما، و قيل المغيرة بن شعبة رضي اللّه عنه لأنه ألقى خاتمه في القبر الشريف و قال لعلي: يا أبا الحسن خاتمي، و إنما طرحته عمدا لأمس رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) و أكون آخر الناس عهدا به قال: انزل فخذه، و قيل ألقى الفأس في القبر و قال: الفأس الفأس فنزل و أخذها، و يقال إن عليا (كرم اللّه وجهه) لما قال له المغيرة ذلك نزل و ناوله الخاتم أي أو الفأس، أو أمر من نزل و ناوله ذلك و قال له:

إنما فعلت ذلك لتقول أنا آخر الناس برسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) عهدا، و اعترض بأن المغيرة رضي اللّه عنه لم يكن حاضرا للدفن.

و قد روي أن جماعة من العراق قدموا على عليّ (كرم اللّه وجهه) فقالوا: يا أبا الحسن جئناك لنسألك عن أمر نحب أن تخبرنا عنه، فقال لهم: أظن أن المغيرة بن شعبة يحدثكم أنه كان آخر الناس عهدا برسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم)، قالوا: أجل، عن هذا جئنا نسألك قال: كان آخر الناس عهدا برسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) قثم بن العباس رضي اللّه عنهما.

و قام الإجماع على أن هذا الموضع الذي ضم أعضاءه الشريفة (صلى اللّه عليه و سلم) أفضل بقاع الأرض حتى موضع الكعبة الشريفة، قال بعضهم: و أفضل من بقاع السماء أيضا حتى من العرش.

و عن أنس بن مالك رضي اللّه عنه: ما نفضنا الأيدي من دفن رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) حتى أنكرنا قلوبنا، قال بعضهم: و أظلمت الدنيا حتى لم ينظر بعضنا إلى بعض، و كان أحدنا يبسط يده فلا يراها، و قال رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم): «أنا فرط لأمتي لن يصابوا بمثلي» و في مسلم أنه (صلى اللّه عليه و سلم) قال: «إن اللّه سبحانه و تعالى إذا أراد بأمة خيرا قبض نبيها قبلها، فجعله لها فرطا و سلفا بين يديها» فيا له من خطب جل عن الخطوب، و مصاب علم دمع العيون كيف يصوب، و طارق هجم هجوم الليل، و حادث هد كل القوى و الحيل، و لشدة أسف حماره (صلى اللّه عليه و سلم) الذي كان يركبه ألقى نفسه في حفيرة فمات كما تقدم، و تركت ناقته (صلى اللّه عليه و سلم) الأكل و الشرب حتى ماتت، و أنشد الحافظ الدمياطي عن غيره:

نام کتاب : السيرة الحلبية نویسنده : أبو الفرج الحلبي الشافعي    جلد : 3  صفحه : 518
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست