الجرحى فوقعت و تكشفت فأغرق عدوّ اللّه في الضحك، فشق ذلك على رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) فدفع إلى سعد سهما لا نصل له و قال ارم به، فوقع السهم في نحر حباب فوقع مستلقيا حتى بدت عورته فضحك (صلى اللّه عليه و سلم) حتى بدت نواجذه، ثم قال: استقاد لها سعد» أجاب اللّه دعوته، أي و في رواية: «اللهم استجب لسعد إذا دعاك، فكان مجاب الدعوة. و قد يقال: لا منافاة بين كون أم أيمن كانت في الجيش و بين كونها كانت في المدينة لجواز أن تكون رجعت ذلك الوقت من الجيش إلى المدينة.
و قال رجال: أي من المنافقين لما قيل قد قتل محمد الذين بقوا و لم يذهبوا مع عبد اللّه بن أبي ابن سلول: لو كان لنا من الأمر شيء ما قتلنا هاهنا. أي و قال بعضهم لو كان نبيا ما قتل فارجعوا إلى دينكم الأول.
و في النهر أن فرقة قالوا نلقي إليهم بأيدينا فإنهم قومنا و بنو عمنا. و هذا يدل على أن هذه الفرقة ليست من الأنصار بل من المهاجرين.
قال: و عن الزبير بن العوام رضي اللّه تعالى عنه. قال: لقد رأيتني مع رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) يوم أحد حين اشتدّ علينا الخوف و أرسل علينا النوم، فما منا أحد إلا و ذقنه في صدره، فو اللّه إني لأسمع كالحلم قول معتب بن قشير. أي و يقال ابن بشير، و كان ممن شهد العقبة: لو كان لنا من الأمر شيء ما قتلنا هاهنا فحفظتها، فأنزل اللّه تعالى في ذلك قوله ثُمَّ أَنْزَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ بَعْدِ الْغَمِّ أَمَنَةً نُعاساً [آل عمران: الآية 154] الآية.
و عن كعب بن عمرو الأنصاري رضي اللّه تعالى عنه. قال: لقد رأيتني يومئذ في أربعة عشر من قومي إلى جنب رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) و قد أصابنا النعاس أمنة منه، أي لأنه لا ينعس إلا من يأمن، ما منهم أحد إلا غط غطيطا، حتى إن الجحف: أي الدرق تتناطح. و لقد رأيت سيف بشر بن البراء بن معرور سقط من يده و ما يشعر، و إن المشركين لتحثنا ا ه و تقدم في بدر أنه حصل لهم النعاس ليلة القتال لا فيه على ما تقدم. و تقدم أن النعاس في الصف من الإيمان و في الصلاة من الشيطان.
و ثبت (صلى اللّه عليه و سلم) لما تفرقت عنه أصحابه، و صار يقول: إليّ يا فلان، إليّ يا فلان أنا رسول اللّه، فما يعرّج إليه أحد و النبل يأتي إليه من كل ناحية و اللّه يصرفه عنه.
أي و في الإمتاع أنه (صلى اللّه عليه و سلم) قال «أنا النبي لا كذب أنا ابن عبد المطلب، أنا ابن العواتك» فليتأمل. فإن المحفوظ أنه إنما قال ذلك في حنين و إن كان لا مانع من التعدد.
و ثبت مع رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) جماعة أي من أصحابه منهم أبو طلحة فإنه استمرّ بين يدي النبي (صلى اللّه عليه و سلم) يحوز عنه بحجفته. و كان رجلا راميا شديد الرمي، فنثر كنانته بين