responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : السيرة الحلبية نویسنده : أبو الفرج الحلبي الشافعي    جلد : 2  صفحه : 311

يدي رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم)، أي و صار يقول: نفسي لنفسك الفداء، و وجهي لوجهك الوقاء، فلم يزل يرمي بها. و كان الرجل يمرّ بالجعبة بضم الجيم من النبل فيقول (صلى اللّه عليه و سلم) انثرها لأبي طلحة، أي و كسر ذلك اليوم قوسين أو ثلاثة، و صار رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) يشرف: أي ينظر إلى القوم. و في لفظ: ليرى مواضع النبل، فيقول له أبو طلحة: يا نبي اللّه بأبي أنت و أمي لا تشرف يصبك سهم من سهام القوم، نحري دون نحرك انتهى، أي و يتطاول أبو طلحة بصدره يقي رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم).

و استدل بذلك على أن من خصائصه (صلى اللّه عليه و سلم) أنه يجب على كل مؤمن أن يؤثر حياته (صلى اللّه عليه و سلم) على حياته. قال: فلا خلاف أن هذا لا يجب لغيره، و هذا المذكور عن أبي طلحة من قوله: نحري دون نحرك نقله ابن المنير عن سعد بن أبي وقاص فقال و لهذا قال سعد يوم أحد: نحري دون نحرك، و لا زال (صلى اللّه عليه و سلم) يرمي عن قوسه أي المسماة بالكتوم لعدم تصويتها إذا رمى عنها حتى صارت شظايا: أي ذهب منها قطع.

و في رواية: رمى عن قوسه حتى اندقت سيتها، و السية: ما انعطف من طرفي القوس اللذين هما محل الوتر. قال: و ما زال (صلى اللّه عليه و سلم) يرمي عن قوسه حتى تقطع وتره و بقيت في يده منه قطعة تكون شبرا في سية القوس، فأخذ القوس عكاشة بن محصن ليوتره له. فقال: يا رسول اللّه لا يبلغ الوتر، فقال: مده يبلغ. قال عكاشة: فو الذي بعثه بالحق لمددته حتى بلغ و طويت منه لفتين أو ثلاثا على سية القوس، و رمي (صلى اللّه عليه و سلم) بالحجارة و كان أقرب الناس إلى القوم ا ه.

أي و أنكر الإمام أبو العباس بن تيمية كونه (صلى اللّه عليه و سلم) رمى عن قوسه حتى صارت شظايا، أي لأنه يبعد وجود رميه (صلى اللّه عليه و سلم) من غير إصابة، و لو أصاب أحدا لذكر، لأنه مما تتوفر الدواعي على نقله. و قاتل جماعة من أصحابه منهم سعد بن أبي وقاص، فإنه كان من الرماة المذكورين رمى بقوسه. قال سعد: لقد رأيته: يعني النبي (صلى اللّه عليه و سلم) يناولني النبل و يقول «ارم فداك أبي و أمي» حتى إنه ليناولني السهم ما له نصل فيقول ارم به. و قد تقدم أنه رمى بسهم من تلك السهام التي لا نصل لها لمن رمى أم أيمن.

قال: و في رواية عن سعد قال «أجلسني رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) أمامه، فجعلت أرمي و أقول: اللهم سهمك فارم به عدوّك، و رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) يقول: اللهم استجب لسعد، اللهم سدد رميته، و أجب دعوته، حتى إذا فرغت من كنانتي نثر رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) ما في كنانته» ا ه أي فكان سعد مجاب الدعوة كما تقدم.

و لما سعى أهل الكوفة به إلى سيدنا عمر رضي اللّه تعالى عنه، أرسل جماعة للكوفة يسألون عن حاله من أهل الكوفة، فصاروا كلما سألوا عنه أحدا قال خيرا

نام کتاب : السيرة الحلبية نویسنده : أبو الفرج الحلبي الشافعي    جلد : 2  صفحه : 311
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست