نام کتاب : الاكتفاء بما تضمنه من مغازي رسول الله(ص) و الثلاثة الخلفاء نویسنده : أبو الربيع الحميري الكلاعي جلد : 1 صفحه : 79
قال: «بأرض تهمة، فأكلت منها كل ذات جمجمة»، و قال شق: «وقعت بين روضة و أكمة فأكلت منها كل ذات نسمة».
فقال: الملك: ما أخطأت يا شق منها شيئا، فما عندك فى تأويلها؟ قال: أحلف بما بين الحرتين من إنسان، ليهبطن أرضكم السودان، فليغلبن على كل طفلة البنان، و ليملكن ما بين أبين إلى نجران [1].
قال له الملك: و أبيك يا شق إن هذا لنا لغائظ موجع، فمتى هو كائن؟ أ في زمانى أم بعده؟ فقال، لا، بل بعده بزمان، ثم يستنقذكم منهم عظيم ذو شان، و يذيقهم أشد الهوان.
قال: و من هذا العظيم الشأن؟ قال: غلام ليس بدنى و لا مدن يخرج من بيت ذى يزن. قال: أ فيدوم سلطانه أم ينقطع؟ قال: بل ينقطع برسول مرسل يأتى بالحق و العدل، بين أهل الدين و الفضل، يكون الملك فى قومه إلى يوم الفصل.
قال: و ما يوم الفصل؟ قال: يوم يجزى فيه الولاة، يدعى فيه من السماء بدعوات، يسمع منها الأحياء و الأموات، و يجمع فيه الناس للميقات، يكون فيه لمن اتقى الفوز و الخيرات.
قال: أحق ما تقول؟ قال: إى و رب السماء و الأرض و ما بينهما من رفع و خفض، إن ما أنبأتك لحق ما فيه أمض، فوقع فى نفس ربيعة بن نضر ما قالا، فجهز بنيه و أهل بيته إلى العراق بما يصلحهم، و كتب لهم إلى ملك من ملوك فارس يقال له سابور بن خرزاد فأسكنهم الحيرة.
فمن بقية ولد ربيعة بن نضر فيما يزعمون، النعمان بن المنذر، فهو فى نسب اليمن و علمهم: النعمان بن المنذر بن النعمان بن المنذر بن عمرو بن عدى بن ربيعة بن نضر، ذلك الملك.
و قد تقدم قول من قال من العلماء أن النعمان من ولد قنص بن معد. و قد قيل أيضا إن النعمان من ولد الساطرون صاحب الحضر، و هو حصن عظيم كالمدينة على شاطئ الفرات، و هو الذي ذكره عدى بن زيد فى قوله:
[1] نجران: من بلاد اليمن، سميت بنجران بن زيد بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان. انظر:
الروض المعطار (ص 573).
نام کتاب : الاكتفاء بما تضمنه من مغازي رسول الله(ص) و الثلاثة الخلفاء نویسنده : أبو الربيع الحميري الكلاعي جلد : 1 صفحه : 79