نام کتاب : الاكتفاء بما تضمنه من مغازي رسول الله(ص) و الثلاثة الخلفاء نویسنده : أبو الربيع الحميري الكلاعي جلد : 1 صفحه : 78
ليس أحد أعلم منهما، فهما يخبرانه بما سأل عنه. فبعث إليهما، فقدم عليه سطيح قبل شق، فقال: إنى قد رأيت رؤيا هالتنى و فظعت بها، فأخبرنى بها، فإنك إن أصبتها أصبت تأويلها.
فقال: أفعل. رأيت حممة خرجت من ظلمة فوقعت بأرض تهمة فأكلت منها كل ذات جمجمة.
فقال له الملك: ما أخطأت منها شيئا يا سطيح، فما عندك فى تأويلها؟.
فقال: أحلف بما بين الحرتين من حنش، ليهبطن أرضكم الحبش، فليملكن ما بين أبين [1] إلى جرش [2].
فقال الملك: و أبيك يا سطيح، إن هذا لنا لغائظ موجع، فمتى هو كائن؟ أ في زمانى أم بعده؟ قال: لا، بل بعده بحين، أكثر من ستين أو سبعين يمضين من السنين.
قال: أ فيدوم ذلك من ملكهم أو ينقطع؟ قال: بل ينقطع لبضع و سبعين من السنين، ثم يقاتلون و يخرجون منها هاربين. قال: و من يلى ذلك من قتلهم و إخراجهم؟ قال: يليه إرم بن ذى يزن، يخرج عليهم من عدن فلا يترك منهم أحدا باليمن.
قال: أ فيدوم ذلك من سلطانه أم ينقطع؟ قال: بل ينقطع. قال: و من يقطعه؟ قال:
نبى زكى، يأتيه الوحى من قبل العلى. قال: و ممن هو هذا النبيّ؟ قال: رجل من ولد غالب بن فهر بن مالك بن النضر، يكون الملك فى قومه إلى آخر الدهر.
قال: و هل للدهر من آخر؟ قال: نعم، يوم يجمع فيه الأولون و الآخرون، يسعد فيه المحسنون و يشقى فيه المسيئون. قال: أحق ما تخبرنى؟ قال: نعم، و الشفق و الغسق، و القمر إذا اتسق، إن ما أنبأتك لحق، ثم قدم عليه شق، له كقوله لسطيح، و كتمه ما قال سطيح، لينظر أ يتفقان أم يختلفان.
قال: نعم، رأيت حممه خرجت من ظلمة فوقعت بين روضة و أكمة فأكلت منها كل ذات نسمة. فلما قال له ذلك عرف أن قد اتفقا و أن قولهما واحد، إلا أن سطيحا
[1] أبين: بلاد باليمن، قيل فيه بكسر الألف و فتحها، و هو اسم رجل فى الزمن القديم إليه تنيب عدن و أبين من بلاد اليمن و بينها و بين عدن اثنا عشر ميلا. انظر: الروض المعطار (ص 11).
[2] جرش: بلاد باليمن، و هى من البلاد التي كان أهلها اتخذوا الأصنام بعد دين إسماعيل (عليه السلام)، و هم مذحج بن أدد، و هم الذين قالوا: لا تَذَرُنَّ آلِهَتَكُمْ وَ لا تَذَرُنَّ وَدًّا وَ لا سُواعاً انظر: الروض المعطار (ص 159).
نام کتاب : الاكتفاء بما تضمنه من مغازي رسول الله(ص) و الثلاثة الخلفاء نویسنده : أبو الربيع الحميري الكلاعي جلد : 1 صفحه : 78