responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الاكتفاء بما تضمنه من مغازي رسول الله(ص) و الثلاثة الخلفاء نویسنده : أبو الربيع الحميري الكلاعي    جلد : 1  صفحه : 76

فقال للملك: إنك لست بقاتلى حتى تفعل ما آمرك به، قال: و ما هو؟.

قال: تجمع الناس فى صعيد واحد، و تصلبنى على جذع، ثم خذ سهما من كنانتى، ثم ضع السهم فى كبد القوس، ثم قل: باسم الله رب الغلام، ثم ارمنى، فإنك إذا فعلت ذلك قتلتنى. فجمع الناس فى صعيد واحد و صلبه على جذع، ثم أخذ سهما من كنانته، ثم وضع السهم فى كبد القوس، ثم قال: باسم الله رب الغلام، ثم رماه فوقع السهم فى صدغه، فوضع يده فى صدغه فى موضع السهم فمات.

فقال الناس: آمنا برب الغلام، آمنا برب الغلام. فأتى الملك فقيل له: أ رأيت ما كنت تحذر؟ قد و الله نزل بك حذرك، قد آمن الناس.

فأمر بالأخدود بأفواه السكك فخدت و أضرم النيران، و قال: من لم يرجع عن دينه، يعنى فأقحموه فيها. أو قيل له: اقتحم. ففعلوا، حتى جاءت امرأة و معها صبى لها، فتقاعست أن تقع فيها، فقال لها الغلام: يا أمه، اصبرى فإنك على الحق!!.

فهذا حديث مسلم عن عبد الله بن الثامر و أهل نجران، و إن وقعت الأسماء فيه مبهمة، فقد فسرها العلماء بما ورد من ذلك مبينا فى حديث ابن إسحاق و غيره، و جعلوا ذلك كله حديثا واحدا [1].

و ذكر ابن إسحاق‌ [2] أنه لما كان من اجتماع أهل نجران على دين عبد الله بن الثامر ما تقدم الحديث به، سار إليهم ذو نواس بجنوده، فدعاهم إلى اليهودية، و خيرهم بينها و بين القتل، فاختاروا القتل، فخد لهم الأخدود، فحرق بالنار، و قتل بالسيف، و مثل بهم، حتى قتل منهم قريبا من عشرين ألفا.

ففى ذى نواس و جنده ذلك أنزل الله على نبيه محمد (صلى اللّه عليه و سلم): قُتِلَ أَصْحابُ الْأُخْدُودِ النَّارِ ذاتِ الْوَقُودِ إِذْ هُمْ عَلَيْها قُعُودٌ وَ هُمْ عَلى‌ ما يَفْعَلُونَ بِالْمُؤْمِنِينَ شُهُودٌ وَ ما نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلَّا أَنْ يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ إلى آخر الآيات‌ [3].

و الأخدود هنا هو الحفر المستطيل فى الأرض، كالخندق و الجدول، و يقال أيضا لأثر السيف و السوط و السكين و نحوه فى الجلد: أخدود.


[1] انظر: غوامض الأسماء المبهمة لابن بشكوال (8/ 534، 535). و انظر الحديث فى: مسند الإمام أحمد (6/ 17)، الدر المنثور للسيوطى (6/ 334).

[2] انظر: السيرة (1/ 48).

[3] ذكره ابن كثير فى تفسيره (8/ 390)، و الطبرى فى التاريخ (1/ 436).

نام کتاب : الاكتفاء بما تضمنه من مغازي رسول الله(ص) و الثلاثة الخلفاء نویسنده : أبو الربيع الحميري الكلاعي    جلد : 1  صفحه : 76
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست