responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الاكتفاء بما تضمنه من مغازي رسول الله(ص) و الثلاثة الخلفاء نویسنده : أبو الربيع الحميري الكلاعي    جلد : 1  صفحه : 560

رسول الله، و الله ما به من حركة، و الله ما زال يبكى منذ كان من أمره ما كان إلى يومه هذا و لقد تخوفت على بصره. فقال لى بعض أهلى: لو استأذنت رسول الله (صلى اللّه عليه و سلم) لامرأتك فقد أذن لامرأة هلال بن أمية أن تخدمه، فقلت: و الله لا أستأذنه فيها، ما أدرى ما يقول لى فى ذلك إذا استأذنته و أنا رجل شاب، قال: فلبثنا بعد ذلك عشر ليال فكمل لنا خمسون من حين نهى رسول الله المسلمين عن كلامنا، ثم صليت الصبح خمسين ليلة على طهر بيت من بيوتنا على الحال التي ذكر الله، هنا قد ضاقت علينا الأرض بما رحبت و ضاقت على نفسى، و قد كنت ابتنيت خيمة فى ظهر سلع، فكنت اكون فيها إذ سمعت صوت صارخ أو فى على سلع يقول بأعلى صوته: يا كعب بن مالك أبشر. فخررت ساجدا و عرفت أن قد جاءنى الفرج.

قال: و آذن رسول الله (صلى اللّه عليه و سلم) بتوبة الله علينا حين صلى الفجر، فذهب الناس يبشروننا و ذهب نحو صاحبى مبشرون، و ركض رجل إلى فرسا و سعى ساع من أسلم، حتى أوفى على الجبل فكان الصوت أسرع من الفرس، فلما جاءنى الذي سمعت صوته يبشرنى نزعت ثوبى فكسوتهما إياه بشارة، و و الله ما أملك يومئذ غيرهما، و استعرت ثوبين فلبستهما، ثم انطلقت أتيمم رسول الله (صلى اللّه عليه و سلم)، و تلقانى الناس يبشروننى بالتوبة يقولون: ليهنك توبة الله عليك. حتى دخلت المسجد و رسول الله (صلى اللّه عليه و سلم) جالس حوله الناس فقام إلى طلحة بن عبيد الله فحيانى و هنأنى، و الله ما قام إلى رجل من المهاجرين غيره. فكان كعب لا ينساها لطلحة.

قال كعب: فلما سلمت على رسول الله (صلى اللّه عليه و سلم) قال و وجهه يبرق من السرور: أبشر بخير يوم مر عليك منذ يوم ولدتك أمك. قلت: أمن عندك يا رسول الله أم من عند الله؟ قال: بل من عند الله. قال: و كان رسول الله (صلى اللّه عليه و سلم) إذا استبشر كأن وجهه قطعة قمر، و كنا نعرف ذلك منه.

قال: فلما جلست بين يديه، قلت: يا رسول الله، إن من توبتى إلى الله أن أنخلع من مالى صدقة إلى الله و إلى رسوله. قال: أمسك عليك بعض مالك فهو خير لك. قلت:

إنى ممسك سهمى الذي بخيبر. و قلت: يا رسول الله إن الله قد نجانى بالصدق، فإن من توبتى إلى الله أن لا أحدث إلا صدقا ما بقيت. و الله ما أعلم أحدا من الناس أبلاه الله فى صدق الحديث منذ ذكرت لرسول الله (صلى اللّه عليه و سلم) ذلك أفضل مما أبلانى، و الله ما تعمدت من كذبة مذ ذكرت ذلك لرسول الله (صلى اللّه عليه و سلم) إلى يومى هذا، و إنى لأرجو أن يحفظنى الله فيما بقى.

نام کتاب : الاكتفاء بما تضمنه من مغازي رسول الله(ص) و الثلاثة الخلفاء نویسنده : أبو الربيع الحميري الكلاعي    جلد : 1  صفحه : 560
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست