responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الاكتفاء بما تضمنه من مغازي رسول الله(ص) و الثلاثة الخلفاء نویسنده : أبو الربيع الحميري الكلاعي    جلد : 1  صفحه : 559

نعم، رجلان قالا مثل ذلك و قيل لهما مثل ما قيل لك. قلت: من هما؟ قالوا: مرارة بن الربيع العمرى و هلال بن أمية الواقفى، فذكروا لى رجلين صالحين فيهما أسوة حسنة، فقمت حين ذكروهما لى، و نهى رسول الله (صلى اللّه عليه و سلم) عن كلامنا أيها الثلاثة من بين من تخلف عنه، فاجتنبنا الناس و تغيروا لنا حتى تنكرت لى نفسى و الأرض فما هى بالأرض التي كنت أعرف.

فلبثنا على ذلك خمسين ليلة، فأما صاحباى فاستكانا فقعدا فى بيوتهما، و أما أنا فكنت أشب القوم و أجلدهم فكنت أخرج و أشهد الصلوات مع المسلمين و اطوف بالأسواق لا يكلمنى أحد، و آتى رسول الله (صلى اللّه عليه و سلم) فأسلم عليه و هو فى مجلسه بعد الصلاة فأقول فى نفسى: هل حرك شفتيه برد السلام على أم لا! ثم أصلى قريبا منه فأسارقه النظر، فإذا أقبلت على صلاتى نظر إلى، و إذا التفت نحوه أعرض عنى.

حتى إذا طال ذلك على من جفوة المسلمين مشيت حتى تسورت جدار حائط أبى قتادة و هو ابن عمى و أحب الناس إلى فسلمت عليه فو الله ما رد على السلام، فقلت: يا أبا قتادة، أنشدك الله هل تعلم أنى أحب الله و رسوله؟ فسكت فعدت فنا شدته، فسكت، فعدت فناشدته، فقال: الله و رسوله أعلم. ففاضت عيناى و و ثبت فتسورت الحائط. ثم غدوت إلى السوق فبينا انا أمشى بالسوق إذا نبطى‌ [1] يسأل عنى من نبط الشام ممن قدم بالطعام يبيعه بالمدينة يقول: من يدل على كعب بن مالك؟ فجعل الناس يشيرون له إلى، حتى جاءنى فدفع إلى كتابا من ملك غسان فى سرقة من حرير فإذا فيه: أما بعد، فإنه قد بلغنا أن صاحبك جفاك و لم يجعلك الله بدار هوان و لا مضيعة فالحق بنا نوسك. قلت حين قرأتها: و هذا من البلاء أيضا قد بلغ لى ما وقعت فيه أن طمع فى رجل من أهل الشرك فعمدت بها إلى تنور فسجرته بها.

فأقمنا على ذلك حتى مضت أربعون ليلة من الخمسين، إذا رسول الله (صلى اللّه عليه و سلم) يأتينى فقال: إن رسول الله (صلى اللّه عليه و سلم) يأمرك أن تعتزل امرأتك. فقلت: أطلقها أم ما ذا؟ قال: لا، بل اعتزلها و لا تقربها. و أرسل إلى صاحبى بمثل ذلك، فقلت لامرأتى: الحقى بأهلك و كونى فيهم حتى يقضى الله فى هذا الأمر ما هو قاض.

و جاءت امرأة هلال بن أمية رسول الله (صلى اللّه عليه و سلم) فقالت: يا رسول الله، إن هلال بن أمية شيخ كبير ضائع إلا خادم، أ فتكره ان أخدمه؟ قال: لا و لكن لا يقربنك. قالت: يا


[1] النبطى: واحد النبط و هم قوم من الأعاجم.

نام کتاب : الاكتفاء بما تضمنه من مغازي رسول الله(ص) و الثلاثة الخلفاء نویسنده : أبو الربيع الحميري الكلاعي    جلد : 1  صفحه : 559
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست