قال كعب: فو الله ما أنعم الله على نعمة قط بعد أن هدانى للإسلام كانت أعظم فى نفسى من صدقى رسول الله (صلى اللّه عليه و سلم) يومئذ، أن لا أكون كذبته فأهلك كما هلك الذين كذبوه، فإن الله تبارك و تعالى قال فى الذين كذبوه شر ما قال لأحد: سَيَحْلِفُونَ بِاللَّهِ لَكُمْ إِذَا انْقَلَبْتُمْ إِلَيْهِمْ لِتُعْرِضُوا عَنْهُمْ فَأَعْرِضُوا عَنْهُمْ إِنَّهُمْ رِجْسٌ وَ مَأْواهُمْ جَهَنَّمُ جَزاءً بِما كانُوا يَكْسِبُونَ يَحْلِفُونَ لَكُمْ لِتَرْضَوْا عَنْهُمْ فَإِنْ تَرْضَوْا عَنْهُمْ فَإِنَّ اللَّهَ لا يَرْضى عَنِ الْقَوْمِ الْفاسِقِينَ [التوبة: 95- 96].
قال: و كنا خلفنا أيها الثلاثة عن أمر هؤلاء الذين قبل منهم رسول الله (صلى اللّه عليه و سلم) حين حلفوا له فعذرهم و استغفر لهم، و أرجأ رسول الله (صلى اللّه عليه و سلم) أمرنا حتى قضى الله فيه ما قضى، فلذلك قال الله تبارك و تعالى: وَ عَلَى الثَّلاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا و ليس الذي ذكر من تخليفنا لتخلفنا عن الغزوة، و لكن لتخليفه إيانا و إرجائه أمرنا عن من حلف له و اعتذر إليه فقبل منه [1].
ذكر إسلام ثقيف
و قدم رسول الله (صلى اللّه عليه و سلم) المدينة من تبوك فى رمضان و قدم عليه فى ذلك الشهر وفد ثقيف.
و كان من حديثهم أن رسول الله (صلى اللّه عليه و سلم) لما انصرف عنهم اتبع أثره عروة بن مسعود حتى أدركه قبل أن يصل إلى المدينة، فأسلم و سأله أن يرجع إلى قومه بالإسلام، فقال له رسول الله (صلى اللّه عليه و سلم) كما يتحدث قومه: إنهم قاتلوك. و عرف رسول الله (صلى اللّه عليه و سلم) أن فيهم نخوة
[1] انظر الحديث فى: صحيح البخاري كتاب المغازى (7/ 4418)، صحيح مسلم كتاب التوبة (4/ 53) مسند الإمام أحمد (3/ 454- 459)، سنن الترمذى كتاب التفسير (3102)، دلائل النبوة للبيهقى (5/ 273- 279)، مصنف عبد الرزاق (5/ 9744).
نام کتاب : الاكتفاء بما تضمنه من مغازي رسول الله(ص) و الثلاثة الخلفاء نویسنده : أبو الربيع الحميري الكلاعي جلد : 1 صفحه : 561