responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الاكتفاء بما تضمنه من مغازي رسول الله(ص) و الثلاثة الخلفاء نویسنده : أبو الربيع الحميري الكلاعي    جلد : 1  صفحه : 558

يتمادى بى حتى شمر بالناس الجد و أصبح رسول الله (صلى اللّه عليه و سلم) غاديا و المسلمون معه و لم أقض من جهازى شيئا فقلت: أتجهز بعده بيوم أو يومين ثم ألحق بهم، فغدوت بعد أن فصلوا لأتجهز فرجعت و لم أقض شيئا، ثم غدوت فرجعت و لم أقض شيئا، فلم يزل ذلك يتمادى بى حتى أسرعوا و تفرط الغزو فهممت أن أرتحل فأدركهم، و ليتنى فعلت، فلم أفعل، و جعلت إذا خرجت فى الناس بعد خروج رسول الله (صلى اللّه عليه و سلم) فطفت فيهم يحزننى أنى لا أرى إلا رجلا مغموصا عليه فى النفاق أو رجلا ممن عذر الله من الضعفاء، و لم يذكرنى رسول الله (صلى اللّه عليه و سلم) حتى بلغ تبوك فقال و هو جالس فى القوم بتبوك: ما فعل كعب ابن مالك؟ فقال رجل من بنى سلمة: يا رسول الله، حبسه برداه و النظر فى عطفيه.

فقال له معاذ: بئس ما قلت، و الله يا رسول الله ما علمنا منه إلا خيرا. فسكت رسول الله (صلى اللّه عليه و سلم)، فلما بلغنى أن رسول الله (صلى اللّه عليه و سلم) توجه قافلا حضر لى بثى فجعلت أتذكر الكذب و أقول: بما ذا أخرج من سخط رسول الله (صلى اللّه عليه و سلم) غدا؟ و أستعين على ذلك كل ذى رأى من أهلى، فلما قيل لى: إن رسول الله (صلى اللّه عليه و سلم) قد أظل قادما زاح عنى الباطل و عرفت أن لا أنجو منه إلا بالصدق، فأجمعت أن أصدق.

و صبح رسول الله (صلى اللّه عليه و سلم) المدينة، و كان إذا قدم من سفر بدأ بالمسجد فركع فيه ركعتين ثم جلس للناس، فلما فعل ذلك جاء المخلفون من الأعراب فجعلوا يحلفون له و يعتذرون، و كانوا بضعة و ثمانين رجلا، فيقبل منهم رسول الله (صلى اللّه عليه و سلم) علانيتهم و أيمانهم و يستغفر لهم و يكل سرائرهم إلى الله، حتى جئت فسلمت عليه فتبسم تبسم المغضب ثم قال لى: تعاله. فجئت أمشى حتى جلست بين يديه فقال لى: «ما خلفك أ لم تكن ابتعت ظهرك؟» قلت: يا رسول الله، و الله لو جلست عند غيرك من أهل الدنيا لرأيت أنى سأخرج من سخطه بعذر لقد أعطيت جدلا، و لكن و الله لقد علمت لئن حدثتك اليوم حديثا كذبا لترضين عنى و ليوشكن الله أن يسخط علىّ، و لئن حدثتك اليوم حديثا صادقا تجد على فيه إنى أرجو عقباى من الله فيه، و لا و الله ما كان لى عذر، و الله ما كنت قط أقوى و لا أيسر منى حين تخلفت عنك. فقال رسول الله (صلى اللّه عليه و سلم): أما هذا فقد صدقت فيه، فقم حتى يقضى فيك. فقمت.

و ثار معى رجال من بنى سلمة فاتبعونى فقالوا: و الله ما علمناك كنت أذنبت ذنبا قبل هذا، و لقد عجزت أن لا تكون اعتذرت إلى رسول الله (صلى اللّه عليه و سلم) بما اعتذر إليه المخلفون فقد كان كافيك ذنبك استغفار رسول الله (صلى اللّه عليه و سلم) لك، فو الله ما زالوا حتى أردت أن أرجع إلى رسول الله (صلى اللّه عليه و سلم) فأكذب نفسى، ثم قلت لهم: هل لقى هذا أحد غيرى؟ قالوا:

نام کتاب : الاكتفاء بما تضمنه من مغازي رسول الله(ص) و الثلاثة الخلفاء نویسنده : أبو الربيع الحميري الكلاعي    جلد : 1  صفحه : 558
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست