responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الاكتفاء بما تضمنه من مغازي رسول الله(ص) و الثلاثة الخلفاء نویسنده : أبو الربيع الحميري الكلاعي    جلد : 1  صفحه : 557

عدى، أو أخاه عاصم بن عدى، أخا بنى العجلان، فقال: «انطلقا إلى هذا المسجد الظالم أهله فاهدماه و حرقاه»، فخرجا سريعين حتى أتيا بنى سالم بن عوف رهط مالك فقال مالك لمعن: انظرنى حتى أخرج إليك بنار من أهلى. فدخل إلى أهله فأخذ سعفا من النخل فأشعل فيه نارا ثم خرجا يشتدان حتى دخلاه و فيه أهله فحرقاه و هدماه و تفرقوا عنه و نزل فيهم من القرآن ما نزل: وَ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مَسْجِداً ضِراراً وَ كُفْراً وَ تَفْرِيقاً بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ‌ [التوبة: 107] إلى آخر القصة [1].

و قدم رسول الله (صلى اللّه عليه و سلم) المدينة و قد كان تخلف عنه من تخلف من المنافقين، و أولئك الرهط الثلاثة من المسلمين من غير شك و لا نفاق: كعب بن مالك و مرارة بن الربيع و هلال بن أمية، فقال رسول الله (صلى اللّه عليه و سلم) لأصحابه: «لا تكلمن أحدا من هؤلاء الثلاثة»، و أتاه من تخلف عنه من المنافقين فجعلوا يحلفون له و يعتذرون فصفح عنهم رسول الله (صلى اللّه عليه و سلم) و لم يعذرهم الله و لا رسوله، فاعتزل المسلمون كلام أولئك النفر الثلاثة.

فحدث‌ [2] كعب بن مالك قال: ما تخلفت عن رسول الله فى غزوة غزاها قط، غير أنى تخلفت عنه فى غزوة بدر، و كانت غزوة لم يعاتب الله فيها و لا رسوله أحدا تخلف عنها، و ذلك أن رسول الله (صلى اللّه عليه و سلم) إنما خرج يريد عير قريش فجمع الله بينه و بين عدوه على غير ميعاد، و لقد شهدت مع رسول الله (صلى اللّه عليه و سلم) العقبة حين تواثقنا على الإسلام و ما أحب أن لى بها مشهد بدر، و إن كانت غزوة بدر هى أذكر فى الناس منها.

و كان من خبرى حين تخلفت عنه فى غزوة تبوك أنى لم أكن قط أقوى و لا أيسر منى حين تخلفت عنه فى تلك الغزوة، و الله ما اجتمعت لى راحلتان قط حتى اجتمعنا لى فى تلك الغزوة، و كان رسول الله (صلى اللّه عليه و سلم) قل ما يريد غزوة يغزوها إلا ورى بغيرها حتى كانت تلك الغزوة فغزاها رسول الله (صلى اللّه عليه و سلم) فى حر شديد و استقبل سفرا بعيدا و استقبل غزو عدو كثير، فجلى للناس أمرهم ليتأهبوا لذلك أهبته و أخبرهم خبره بوجهه الذي يريد، و المسلمون من تبع رسول الله (صلى اللّه عليه و سلم) كثير لا يجمعهم كتاب حافظ، يعنى بذلك الديوان، فقل رجل يريد أن يتغيب إلا ظن أنه سيخفى له ذلك ما لم ينزل فيه وحى من الله تعالى، و غزا رسول الله (صلى اللّه عليه و سلم) تلك الغزوة حين طابت الثمار و أحبت الظلال فالناس إليها صعر، فتجهز رسول الله (صلى اللّه عليه و سلم) و تجهز المسلمون معه، و جعلت أغدو لأتجهز معهم فأرجع و لم أقض حاجة فأقول فى نفسى: أنا قادر على ذلك إذا أردت، فلم يزل ذلك‌


[1] انظر الحديث فى: تفسير ابن كثير (4/ 149).

[2] انظر: السيرة (4/ 157- 158).

نام کتاب : الاكتفاء بما تضمنه من مغازي رسول الله(ص) و الثلاثة الخلفاء نویسنده : أبو الربيع الحميري الكلاعي    جلد : 1  صفحه : 557
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست