responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الاكتفاء بما تضمنه من مغازي رسول الله(ص) و الثلاثة الخلفاء نویسنده : أبو الربيع الحميري الكلاعي    جلد : 1  صفحه : 502

فأنزل الله فى حاطب: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَ عَدُوَّكُمْ أَوْلِياءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَ قَدْ كَفَرُوا بِما جاءَكُمْ مِنَ الْحَقِ‌ الآيات كلها إلى قوله: قَدْ كانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْراهِيمَ وَ الَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآؤُا مِنْكُمْ وَ مِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنا بِكُمْ وَ بَدا بَيْنَنا وَ بَيْنَكُمُ الْعَداوَةُ وَ الْبَغْضاءُ أَبَداً حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ‌ [الممتحنة: 1- 4] إلى آخر القصة.

ثم مضى رسول الله (صلى اللّه عليه و سلم) لسفره حتى نزل بمر الظهران فى عشرة آلاف من المسلمين، و قيل فى اثنى عشر ألفا، فسبعت سليم و قيل: ألفت و ألفت مزينة، و فى كل القبائل عدد و إسلام. و أوعب مع رسول الله (صلى اللّه عليه و سلم) المهاجرون و الأنصار فلم يتخلف عنه منهم أحد.

و قد كان ابن عمه أبو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب و ابن عمته عبد الله بن أبى أمية بن المغيرة لقياه بنيق العقاب فيما بين مكة و المدينة، فالتمسا الدخول عليه و كلمته أم سلمة فيهما و هى أخت عبد الله منهما فقالت: يا رسول الله، ابن عمك و ابن عمتك و صهرك. قال: «لا حاجة لى بهما، أما ابن عمى فهتك عرضى و أما ابن عمتى و صهرى فهو الذي قال لى بمكة ما قال». فلما خرج الخبر إليهما بذلك قال أبو سفيان- و معه بنى له- و الله ليأذنن لى أو لآخذن بيد بنى هذا ثم لنذهبن فى الأرض حتى نموت عطشا و جوعا. فلما بلغ ذلك رسول الله (صلى اللّه عليه و سلم) رق لهما ثم أذن لهما، فدخلا عليه فأسلما، و أنشده أبو سفيان:

لعمرك إنى يوم أحمل راية* * * لتغلب خيل اللات خيل محمد

لكالمدلج الحيران أظلم ليله‌* * * فهذا أوانى حين أهدى و أهتدي‌

هدانى هاد غير نفسى و قادنى‌* * * مع الله من طردت كل مطرد

فزعموا أنه لما أنشده هذا البيت ضرب رسول الله (صلى اللّه عليه و سلم) فى صدره و قال: «أنت طردتنى كل مطرد» [1].

و عميت الأخبار عن رسول الله (صلى اللّه عليه و سلم) على قريش، فلا يأتيهم خبر عنه و لا يدرون ما هو فاعل.

و خرج فى تلك الليالى أبو سفيان بن حرب و حكيم بن حزام و بديل بن ورقاء يتحسسون الأخبار. و كان العباس بن عبد المطلب قد لقى رسول الله (صلى اللّه عليه و سلم) ببعض الطريق مهاجرا بعياله، و كان قبل ذلك مقيما بمكة على سقايته و رسول الله (صلى اللّه عليه و سلم) عنه راض.


[1] انظر الحديث فى: مجمع الزوائد للهيثمى (6/ 165- 167)، مستدرك الحاكم (3/ 43، 44).

نام کتاب : الاكتفاء بما تضمنه من مغازي رسول الله(ص) و الثلاثة الخلفاء نویسنده : أبو الربيع الحميري الكلاعي    جلد : 1  صفحه : 502
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست