responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الاكتفاء بما تضمنه من مغازي رسول الله(ص) و الثلاثة الخلفاء نویسنده : أبو الربيع الحميري الكلاعي    جلد : 1  صفحه : 501

سفيان فقال: أيها الناس، إنى قد أجرت بين الناس. ثم ركب بعيره فانطلق. فلما قدم على قريش قالوا: ما وراءك؟ قال: جئت محمدا فكلمته فو الله ما رد على شيئا ثم جئت ابن أبى قحافة فلم أجد فيه خيرا. ثم جئت ابن الخطاب فوجدته أدنى العدو. و يقال:

أعدى العدو، ثم أتيت عليا فوجدته ألين القوم، و قد أشار على بشي‌ء صنعته فو الله ما أدرى هل يغنى شيئا أم لا؟ قالوا: و بم أمرك؟ قال: أمرنى أن أجير بين الناس ففعلت.

قالوا: فهل أجاز ذلك محمد؟ قال: لا. قالوا: ويلك! و الله ما زاد الرجل على أن لعب بك فما يغنى عنك ما قلت. قال: لا و الله ما وجدت غير ذلك.

و أمر رسول الله (صلى اللّه عليه و سلم) الناس بالجهاز و أمر أهله أن يجهزوه، فدخل أبو بكر على ابنته عائشة و هى تحرك بعض جهاز رسول الله (صلى اللّه عليه و سلم) فقال: أى بنية أمركم رسول الله (صلى اللّه عليه و سلم) أن تجهزوه؟ قالت: نعم فتجهز. قال: فأين ترينه يريد؟ قالت: لا و الله ما أدرى.

ثم إن رسول الله (صلى اللّه عليه و سلم) أعلم الناس أنه سائر إلى مكة و أمرهم بالجد و التهيؤ، و قال:

«اللهم خذ العيون و الأخبار عن قريش حتى نبغتها فى بلادها» [1]؛ فتجهز الناس.

و كتب حاطب بن أبى بلتعة عند ذلك كتابا إلى قريش يخبرهم بالذى أجمع عليه رسول الله (صلى اللّه عليه و سلم) من الأمر فى السير إليهم ثم أعطاه امرأة و جعل لها جعلا على أن تبلغه قريشا. فجعلته فى رأسها ثم فتلت عليه قرونها ثم خرجت به. و أتى رسول الله (صلى اللّه عليه و سلم) الخبر من السماء بما صنع حاطب فبعث على بن أبى طالب و الزبير بن العوام فقال: أدركا امرأة كتب معها حاطب إلى قريش يحذرهم ما أجمعنا له فى أمرهم. فخرجا حتى أدركاها فاستنزلاها و التمسا فى رحلها فلم يجدا شيئا، فقال لها على: أحلف بالله ما كذب رسول الله و لا كذبنا و لتخرجن هذا الكتاب أو لنكشفنك. فلما رأت الجد منه استخرجت الكتاب من قرون رأسها فدفعته إليه. فأتى به رسول الله (صلى اللّه عليه و سلم). فدعا رسول الله (صلى اللّه عليه و سلم) حاطبا فقال: «يا حاطب، ما حملك على هذا؟» قال: يا رسول الله، أما و الله إنى لمؤمن بالله و برسوله ما غيرت و لا بدلت، و لكني كنت امرأ ليس لى فى القوم من أصل و لا عشيرة، و كان لى بين أظهرهم ولد و أهل فصانعتهم عليه؛ فقال عمر: يا رسول الله دعنى فلأضرب عنقه فإن الرجل نافق. فقال رسول الله (صلى اللّه عليه و سلم): «و ما يدريك يا عمر لعل الله قد اطلع إلى أصحاب بدر يوم بدر فقال: اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم» [2].


[1] انظر الحديث فى: مجمع الزوائد للهيثمى (6/ 164). البداية و النهاية لابن كثير (4/ 2883).

[2] انظر الحديث فى: مسند الإمام أحمد (1/ 79، 80، 105)، سنن الترمذى (5/ 3305)، صحيح البخاري فى كتاب الجهاد و السير (6/ 3007).

نام کتاب : الاكتفاء بما تضمنه من مغازي رسول الله(ص) و الثلاثة الخلفاء نویسنده : أبو الربيع الحميري الكلاعي    جلد : 1  صفحه : 501
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست