responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الاكتفاء بما تضمنه من مغازي رسول الله(ص) و الثلاثة الخلفاء نویسنده : أبو الربيع الحميري الكلاعي    جلد : 1  صفحه : 503

قال العباس: فلما نزل رسول الله (صلى اللّه عليه و سلم) مر الظهران قلت: و اصباح قريش و الله لئن دخل رسول الله (صلى اللّه عليه و سلم) مكة عنوة قبل أن يأتوه فيستأمنوه إنه لهلاك قريش إلى آخر الدهر.

فجلست على بغلة رسول الله (صلى اللّه عليه و سلم) البيضاء فخرجت عليها حتى جئت الأراك فقلت:

لعلى أجد بعض الحطابة أو صاحب لبن أو ذا حاجة يأتى مكة فيخبرهم بمكان رسول الله (صلى اللّه عليه و سلم) ليخرجوا إليه فيستأمنوه. فو الله إنى لأسير عليها و التمس ما خرجت له إذ سمعت كلام أبى سفيان و بديل بن ورقاء و هما يتراجعان و أبو سفيان يقول: ما رأيت كالليلة نيرانا قط و لا عسكرا. قال: يقول بديل: هذه و الله خزاعة حمستها الحرب، فيقول أبو سفيان: خزاعة أقل و أذل من أن تكون هذه نيرانها و عسكرها. قال: فعرفت صوته فقلت: يا أبا حنظلة، فعرف صوتى فقال: أبو الفضل؟ قلت: نعم. قال: مالك فداك أبى و أمى؟! قلت: ويحك يا أبا سفيان، هذا رسول الله (صلى اللّه عليه و سلم) فى الناس و اصباح قريش و الله. قال: فما الحيلة فداك أبى و أمى؟ قلت: و الله لئن ظفر بك ليضربن عنقك فاركب فى عجز هذه البغلة حتى آتى بك رسول الله (صلى اللّه عليه و سلم) فأستأمنه لك. فركب خلفى و رجع صاحباه، فجئت به كلما مر بنار من نيران المسلمين قالوا: من هذا؟ فإذا رأوا بغلة رسول الله (صلى اللّه عليه و سلم) و أنا عليها قالوا: عم رسول الله على بغلته. حتى مررت بنار عمر ابن الخطاب فقال: من هذا؟ و قام إلى، فلما رأى أبا سفيان على عجز الدابة قال: أبو سفيان عدو الله! الحمد لله الذي أمكن منك بغير عقد و لا عهد. ثم خرج يشتد نحو رسول الله (صلى اللّه عليه و سلم) و ركضت البغلة فسبقته بما تسبق الدابة البطيئة الرجل البطي‌ء فاقتحمت عن البغلة فدخلت على رسول الله (صلى اللّه عليه و سلم) و دخل عليه عمر فقال: يا رسول الله هذا أبو سفيان قد أمكن الله منه بغير عهد و لا عقد فدعنى فلأضرب عنقه. قلت: يا رسول الله، إنى قد أجرته؛ ثم جلست إلى رسول الله (صلى اللّه عليه و سلم) فأخذت برأسه فقلت: و الله لا يناجيه الليلة رجل دونى. فلما أكثر عمر فى شأنه قلت: مهلا يا عمر، فو الله لو كان من رجال بنى عدى بن كعب ما قلت هذا، و لكنك قد عرفت أنه من رجال بنى عبد مناف. فقال: مهلا يا عباس، فو الله لإسلامك يوم أسلمت كان أحب إلى من إسلام الخطاب لو أسلم، و ما بى إلا أنى عرفت أن إسلامك كان أحب إلى رسول الله (صلى اللّه عليه و سلم) من إسلام الخطاب، فقال رسول الله (صلى اللّه عليه و سلم): «اذهب به يا عباس إلى رحلك فإذا أصبحت فائتنى به»؛ فذهبت به إلى رحلى فبات عندى، فلما أصبحت غدوت به إلى رسول الله (صلى اللّه عليه و سلم) فلما رآه قال: «ويحك يا أبا سفيان، أ لم يأن لك أن تعلم أنه لا إله إلا الله؟» قال:

بأبى أنت و أمى ما أحلمك و أكرمك و أوصلك و الله لقد ظننت أن لو كان مع الله إله غيره لقد أغنى شيئا بعد. قال: «ويحك يا أبا سفيان، أ لم يأن لك أن تعلم أنى رسول‌

نام کتاب : الاكتفاء بما تضمنه من مغازي رسول الله(ص) و الثلاثة الخلفاء نویسنده : أبو الربيع الحميري الكلاعي    جلد : 1  صفحه : 503
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست