responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الاكتفاء بما تضمنه من مغازي رسول الله(ص) و الثلاثة الخلفاء نویسنده : أبو الربيع الحميري الكلاعي    جلد : 1  صفحه : 500

و مظاهرة قريش بنى بكر عليهم ثم انصرفوا راجعين إلى مكة.

و قد قال رسول الله (صلى اللّه عليه و سلم) للناس: «كأنكم بأبى سفيان قد جاءكم ليشد العقد و ليزيد فى المدة» [1].

و مضى بديل بن ورقاء فى أصحابه حتى لقوا أبا سفيان بعسفان قد بعثته قريش إلى رسول الله (صلى اللّه عليه و سلم) ليشد العقد و يزيد فى المدة و قد رهبوا الذي صنعوا، فلما لقى أبو سفيان بديلا قال: من أين أقبلت يا بديل؟ و ظن أنه قد أتى رسول الله (صلى اللّه عليه و سلم): قال: سيرت فى خزاعة فى هذا الساحل و فى بطن هذا الوادى. قال: أو ما جئت محمدا؟ قال: لا. فلما راح بديل إلى مكة قال أبو سفيان: لئن كان بديل جاء المدينة لقد علف بها النوى. فأتى مبرك راحلته فأخذ من بعرها ففته فرأى فيه النوى فقال: أحلف بالله لقد جاء بديل محمدا.

ثم خرج أبو سفيان حتى قدم المدينة فدخل على ابنته أم حبيبة، فلما ذهب ليجلس على فراش رسول الله (صلى اللّه عليه و سلم) طوته عنه فقال: يا بنية، ما أدرى أرغبت بى عن هذا الفراش أم رغبت به عنى؟ قالت: بل هو فراش رسول الله (صلى اللّه عليه و سلم) و أنت رجل نجس مشرك، فلم أحب أن تجلس عليه. قال: و الله يا بنية لقد أصابك بعدى شر!

ثم خرج حتى أتى رسول الله (صلى اللّه عليه و سلم) فكلمه فلم يرد عليه شيئا، ثم ذهب إلى أبى بكر فكلمه أن يكلم له رسول الله (صلى اللّه عليه و سلم) فقال: ما أنا بفاعل. ثم أتى عمر بن الخطاب فكلمه فقال: أنا أشفع لكم إلى رسول الله (صلى اللّه عليه و سلم)؟ فو الله لو لم أجد إلا الذر لجاهدتكم به. ثم خرج حتى دخل على علىّ بن أبى طالب و عنده فاطمة بنت رسول الله (صلى اللّه عليه و سلم) و عندها حسن بن على غلام يدب بين يديها فقال: يا على، إنك أمس القوم بى رحما و إنى قد جئت فى حاجة فلا أرجعن كما جئت فاشفع لى، قال: ويحك يا أبا سفيان، و الله لقد عزم رسول الله (صلى اللّه عليه و سلم) على أمر ما نستطيع أن نكمله فيه. فالتفت إلى فاطمة فقال: يا بنت محمد، هل لك أن تأمرى بنيك هذا فيجير بين الناس فيكون سيد العرب إلى آخر الدهر.

قالت: و الله ما بلغ بنى ذلك أن يجير بين الناس، و ما يجير أحد على رسول الله (صلى اللّه عليه و سلم). قال:

يا أبا حسن، إنى أرى الأمور قد اشتدت على فانصحنى. قال: و الله ما أعلم شيئا يغنى عنك شيئا و لكنك سيد بنى كنانة فقم فأجر بين الناس ثم ألحق بأرضك، قال: أو ترى ذلك مغنيا عنى شيئا؟ قال: لا و الله ما أظنه و لكننى لا اجد لك غير ذلك. فقام أبو


[1] انظر الحديث فى: البداية و النهاية لابن كثير (4/ 281).

نام کتاب : الاكتفاء بما تضمنه من مغازي رسول الله(ص) و الثلاثة الخلفاء نویسنده : أبو الربيع الحميري الكلاعي    جلد : 1  صفحه : 500
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست