نام کتاب : الاكتفاء بما تضمنه من مغازي رسول الله(ص) و الثلاثة الخلفاء نویسنده : أبو الربيع الحميري الكلاعي جلد : 1 صفحه : 499
فقتلوه، فعدت خزاعة قبيل الإسلام على بنى الأسود بن رزن سلمى و كلثوم و ذؤيب و هم منحر بنى كنانة و أشرافهم كانوا فى الجاهلية يودون ديتين ديتين لفضلهم فى قومهم، فقتلتهم خزاعة بعرفة عند أنصاب الحرم ثم حجز بينهم الإسلام و تشاغل الناس به.
فلما كان صلح الحديبية دخلت خزاعة فى عقد رسول الله (صلى اللّه عليه و سلم)، و دخلت بنو بكر فى عقد قريش. فلما كانت الهدنة اغتنمتها بنو الديل فخرجوا حتى بيتوا خزاعة على الوتير [1]- ماء لهم- فأصابوا منهم رجلا و تحاجزوا و اقتتلوا و رفدت قريش بنى بكر بالسلاح و قاتل معهم من قريش من قاتل بالليل مستخفيا.
فلما تظاهرت بنو بكر و قريش على خزاعة و نقضوا ما كان بينهم و بين رسول الله (صلى اللّه عليه و سلم) من العهد و الميثاق بما استحلوا منهم و كانوا فى عقده و عهده، خرج عمرو بن سالم الخزاعى الكعبى حتى قدم على رسول الله (صلى اللّه عليه و سلم) المدينة فوقف عليه و هو جالس فى المسجد بين ظهرى الناس فقال:
يا رب إنى ناشد محمدا* * * حلف أبينا و أبيه الأتلدا
قد كنتم ولدا و كنا والدا* * * ثمت أسلمنا فلم ننزع يدا
فانصر هداك الله نصرا أعتدا* * * و ادع عباد الله يأتوا مددا
فيهم رسول الله قد تجردا* * * أبيض مثل البدر يسمو صعدا
إن سيم خسفا وجهه تربدا* * * فى فيلق كالبحر يجرى مزبدا
إن قريشا أخلفوك الموعدا* * * و نقضوا ميثاقك المؤكدا
و جعلوا لى فى كداء رصدا* * * و زعموا أن لست أدعو أحدا
و هم أذل و أقل عددا* * * هم بيتونا بالوتير هجدا
و قتلونا ركعا و سجدا
يقول: قتلنا و قد أسلمنا.
فقال رسول الله (صلى اللّه عليه و سلم): «نصرت يا عمرو بن سالم»، ثم عرض لرسول الله (صلى اللّه عليه و سلم) عنان من السماء فقال: «إن هذه السحابة لتستهل بنصر بنى كعب» [2]. ثم خرج بديل بن ورقاء فى نفر من خزاعة حتى قدموا على رسول الله (صلى اللّه عليه و سلم) المدينة فأخبروه بما أصيب منهم