responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الاكتفاء بما تضمنه من مغازي رسول الله(ص) و الثلاثة الخلفاء نویسنده : أبو الربيع الحميري الكلاعي    جلد : 1  صفحه : 492

و ذكر ابن هشام أنها يقال لها: «عمرة القصاص» لأنهم صدوا رسول الله (صلى اللّه عليه و سلم) عن العمرة فى ذى القعدة فى الشهر الحرام من سنة ست فاقتص منهم رسول الله (صلى اللّه عليه و سلم) و دخل مكة فى ذى القعدة فى الشهر الحرام الذي صدوة فيه من سنة سبع.

غزوة مؤتة من أرض الشام‌ [1]

و لما صدر رسول الله (صلى اللّه عليه و سلم) من عمرة القضاء إلى المدينة أقام بها نحوا من ستة أشهر، ثم بعث إلى الشام فى جمادة الأولى من سنة ثمان بعثة الذين أصيبوا بمؤنة، و استعمل عليهم زيد بن حارثة، و قال: «إن أصيب زيد فجعفر بن أبى طالب على الناس، فإن أصيب جعفر فعبد الله بن رواحة».

فتجهز الناس ثم تهيئوا للخروج، و هم ثلاثة آلاف، فلما حضر خروجهم ودع الناس أمراء رسول الله (صلى اللّه عليه و سلم) و سلموا عليهم، فلما ودع عبد الله بن رواحة بكى فقالوا: ما يبكيك يا بن رواحة؟ فقال: و الله ما بى حب الدنيا و لا صبابة بكم، و لكني سمعت رسول الله (صلى اللّه عليه و سلم) يقرأ آية من كتاب الله و يذكر فيها النار: وَ إِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وارِدُها كانَ عَلى‌ رَبِّكَ حَتْماً مَقْضِيًّا [مريم: 71] فلست أدرى كيف لى بالصدر بعد الورود! فقال المسلمون: صحبكم الله و دفع عنكم وردكم إلينا صالحين. فقال عبد الله بن رواحة:

لكنى أسأل الرحمن مغفرة* * * و ضربة ذات فرغ تقذف الزبدا

أو طعنة بيدى حران مجهزة* * * بحربة تنفذ الأحشاء و الكبدا

جتى يقال إذا مروا على جدثى‌* * * ما أرشد الله من غاز و قد رشدا

ثم إن القوم تهيئوا للخروج فأتى عبد الله بن رواحة رسول الله (صلى اللّه عليه و سلم) فودعه ثم قال:

أنت الرسول فمن يحرم نوافله‌* * * و الوجه منه فقد أزرى به القدر

فثبت الله ما آتاك من حسن‌* * * فى المرسلين و نصرا كالذى نصروا

إنى تفرست فيك الخير نافلة* * * فراسة خالفت فيك الذي نظروا

يعنى المشركين.

ثم خرج القوم، و خرج رسول الله (صلى اللّه عليه و سلم) يشيعهم، جتى إذا ودعهم و انصرف عنهم‌


[1] راجع هذه الغزوة فى: المنتظم لابن الجوزى (3/ 318)، المغازى للواقدى (2/ 755)، الطبقات الكبرى لابن سعد (1/ 2/ 92)، البداية و النهاية لابن كثير (4/ 241).

نام کتاب : الاكتفاء بما تضمنه من مغازي رسول الله(ص) و الثلاثة الخلفاء نویسنده : أبو الربيع الحميري الكلاعي    جلد : 1  صفحه : 492
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست