نام کتاب : الاكتفاء بما تضمنه من مغازي رسول الله(ص) و الثلاثة الخلفاء نویسنده : أبو الربيع الحميري الكلاعي جلد : 1 صفحه : 493
قال عبد الله بن رواحة:
خلف السلام على امرئ ودعته* * * فى النخل خير مشيع و خليل
و حدث زيد بن أرقم قال: كنت يتيما لعبد الله بن رواحة فى حجرة، فخرج بى فى سفره ذلك مردفى على حقيبة رحلة، فواله إنه ليسير ليلة إذ سمعته ينشد أبياته هذه:
إذ أدنيتنى و حملت رحلى* * * مسيرة أربع بعد الحساء
فشأنك فانعمى و خلاك ذم* * * و لا أرجع إلى أهلى ورائى
و جاء المسلمون و غادرونى* * * بأرض الشام مشتهى الثواء
و ردك كل ذى رحم قريب* * * إلى الرحمن منقطع الرجاء
هنالك لا أبالى طلع بعل* * * و لا نخل أسافلها وراء
فلما سمعتهن بكيت فخفقنى بالدرة و قال: و ما عليك يا لكع أن يرزقنى الله الشهادة و ترجع بين شعبتى الرحل؟!
ثم مضى القوم حتى نزلوا معان من أرض الشام فبلغ الناس أن هرقل قد نزل مآب من أرض البلقاء فى مائة ألف من الروم و انضم إليهم من لخم و جذام و القين و بهراء و بلى مائة ألف منهم.
فلما بلغ ذلك المسلمين أقاموا على معان ليلتين ينظرون فى أمرهم و قالوا: نكتب إلى رسول الله (صلى اللّه عليه و سلم) فنخبره بعدد عدونا فإما أن يمدنا بالرجال و إما أن يأمرنا بأمره فنمضى له. فشجع الناس عبد الله بن رواحة فقال: يا قوم، و الله إن الذي تكرهون للذى خرجتم تطلبون، الشهادة، و ما نقاتل الناس بعدد و لا قوة و لا كثرة، و ما نقاتلهم إلا بهذا الدين الذي أكرمنا الله به فانطلقوا، فإنما هى إحدى الحسنيين، إما ظهور و إما شهادة، فقال الناس: صدق و الله ابن رواحة. فمضى الناس و قال عبد الله فى مجلسهم ذلك:
جلبنا الخيل من أجأ و فرع* * * تعر من الحشيش لها العكوم