responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الاكتفاء بما تضمنه من مغازي رسول الله(ص) و الثلاثة الخلفاء نویسنده : أبو الربيع الحميري الكلاعي    جلد : 1  صفحه : 412

و يتربصون من نصرهم ما كانوا يمنونهم به حتى يئسوا مما عندهم، سألوا رسول الله (صلى اللّه عليه و سلم) الذي كان عرض عليهم قبل ذلك.

فقاضاهم- (صلوات الله عليه و سلامه)- على أن يجليهم و يكف عن دمائهم و على أن لهم ما استقلت به الإبل من أموالهم إلا الحلقة فقط.

فطاروا بذلك كل مطير و تحملوا بما أقلت إبلهم، حتى إن الرجل ليهدم بيته عن نجاف بابه فيضعه على ظهر بعيره فينطلق به. فخرجوا إلى خيبر، و منهم من سار إلى الشام، و كان أشرافهم بنو أبى الحقيق و حيى بن أخطب فيمن سار إلى خيبر، فلما نزلوها دان لهم أهلها.

و خلى بنو النضير الأموال لرسول الله (صلى اللّه عليه و سلم)، فكانت له خاصة بحكم الله له بها ليضعها حيث شاء، فقسمها على المهاجرين الأولين دون الأنصار، إلا أن سهل بن حنيف و أبا دجانة سماك بن خرشة ذكرا فقرا فأعطاهما رسول الله (صلى اللّه عليه و سلم) منها.

و كانت اليهود قد عيروا المسلمين حين يهدمون الدور و يقطعون النخل فنادوا: أن محمد قد كنت تنهى عن الفساد و تعيبه على من صنعه، فما بال قطع النخيل و تحريقها؟

و ما ذنب شجرة و أنتم تزعمون أنكم مصلحون فى الأرض؟!

فأنزل الله- سبحانه- فى قصتهم و ما ذكروه من قولهم و بيان وجه الحكم فى أموالهم سورة الحشر بأسرها. فقال عز من قائل:

سَبَّحَ لِلَّهِ ما فِي السَّماواتِ وَ ما فِي الْأَرْضِ وَ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ هُوَ الَّذِي أَخْرَجَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ مِنْ دِيارِهِمْ لِأَوَّلِ الْحَشْرِ ما ظَنَنْتُمْ أَنْ يَخْرُجُوا وَ ظَنُّوا أَنَّهُمْ مانِعَتُهُمْ حُصُونُهُمْ مِنَ اللَّهِ فَأَتاهُمُ اللَّهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا وَ قَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُمْ بِأَيْدِيهِمْ وَ أَيْدِي الْمُؤْمِنِينَ فَاعْتَبِرُوا يا أُولِي الْأَبْصارِ، للذى كان منهم من الهدم من أدبار بيوتهم و هدم المسلمين لما يليهم منها.

وَ لَوْ لا أَنْ كَتَبَ اللَّهُ عَلَيْهِمُ الْجَلاءَ لَعَذَّبَهُمْ فِي الدُّنْيا أى بالسيف‌ وَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذابُ النَّارِ أى مع ما لقوه فى الدنيا من النقمة.

ثم قال- تعالى- فيما عابوه من قطع النخيل و عدوه من ذلك فسادا: ما قَطَعْتُمْ مِنْ لِينَةٍ أَوْ تَرَكْتُمُوها قائِمَةً عَلى‌ أُصُولِها فَبِإِذْنِ اللَّهِ‌ أى فبأمر الله قطعت، لم يكن ذلك فسادا بل نقمة أنزلها بهم‌ وَ لِيُخْزِيَ الْفاسِقِينَ‌.

نام کتاب : الاكتفاء بما تضمنه من مغازي رسول الله(ص) و الثلاثة الخلفاء نویسنده : أبو الربيع الحميري الكلاعي    جلد : 1  صفحه : 412
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست