نام کتاب : الاكتفاء بما تضمنه من مغازي رسول الله(ص) و الثلاثة الخلفاء نویسنده : أبو الربيع الحميري الكلاعي جلد : 1 صفحه : 411
ابن أمية الضمرى، للجور الذي كان رسول الله (صلى اللّه عليه و سلم) عقد لهما، فقالوا له لما كلمهم فى ذلك: نعم، يا أبا القاسم نعينك على ما أحببت مما استعنت بنا عليه، اجلس حتى تطعم و ترجع بحاجتك.
فجلس رسول الله (صلى اللّه عليه و سلم) إلى ظل جدار من جدر بيوتهم معه نفر من أصحابه فيهم أبو بكر و عمر و على، ينتظرون أن يصلحوا أمرهم.
فخلا بعضهم ببعض و الشيطان معهم لا يفارقهم، فائتمروا بقتل رسول الله (صلى اللّه عليه و سلم) و قالوا: إنكم لن تجدوا الرجل على مثل حاله هذه، فمن رجل يعلو على هذا البيت فيقلى عليه صخرة فيريحنا منه.
فانتدب لذلك عمرو بن جحاش بن كعب، أحدهم، فقال: أنا لذلك و صعد ليفعل.
فأتى رسول الله (صلى اللّه عليه و سلم) الخبر من السماء بما أراد القوم، فقام راجعا إلى المدينة و ترك أصحابه فى مجلسهم، فلما استلبث النبيّ (صلى اللّه عليه و سلم) أصحابه قاموا فى طلبه، فلقوا رجلا مقبلا من المدينة فسألوه عنه فقال: لقيته داخلا المدينة، فأقبلوا حتى انتهوا إليه فأخبرهم بما كانت يهود أرادت من الغدر به.
و أمر رسول الله (صلى اللّه عليه و سلم) بالتهيؤ لحربهم و السير إليهم، ثم سار بالناس و نزل بهم، فتحصنوا منه فى الحصون.
و عرض عليهم رسول الله (صلى اللّه عليه و سلم) الجلاء عن أوطانهم و أن يسيروا حيث شاءوا فراسلهم أولياؤهم من المنافقين- عبد الله بن أبى فى رهط من قومه- حين سمعوا ما يراد منهم: أن اثبتوا و تمنعوا فإنا لن نسلمكم، إن قاتلتم قاتلنا معكم، و إن خرجتم خرجنا معكم.
فغرتهم أمانى المنافقين، و نادوا النبيّ (صلى اللّه عليه و سلم) و أصحابه: إنا و الله لا نخرج، و لئن قاتلتنا لنقاتلنك.
فمضى رسول الله (صلى اللّه عليه و سلم) لأمر الله فيهم، فلما انتهى إلى أزقتهم و حصونهم كره أن يمكنهم من القتال فى دورهم و حصونهم، فحفظ الله له أمره و عزم له على رشده، فأمر بالأدنى فالأدنى من دورهم أن تهدم و بالنخيل أن تحرق و تقطع، و كف الله أيديهم و أيدى المنافقين فلم ينصروهم، و ألقى الله فى قلوب الفريقين كليهما الرعب، فهدموا الدور التي هم فيها من أدبارها، فلما كادوا يبلغون آخر دورهم و هم ينتظرون المنافقين
نام کتاب : الاكتفاء بما تضمنه من مغازي رسول الله(ص) و الثلاثة الخلفاء نویسنده : أبو الربيع الحميري الكلاعي جلد : 1 صفحه : 411