نام کتاب : الاكتفاء بما تضمنه من مغازي رسول الله(ص) و الثلاثة الخلفاء نویسنده : أبو الربيع الحميري الكلاعي جلد : 1 صفحه : 410
إذا ناما عدا عليهما فقتلهما، و هو يرى أنه قد أصاب بهما ثؤرة من بنى عامر فى ما أصابوه من أصحاب رسول الله (صلى اللّه عليه و سلم)، و كان مع العامريين عقد من رسول الله (صلى اللّه عليه و سلم) و جوار لم يعلم به عمرو بن أمية، فلما قدم عمرو على رسول الله (صلى اللّه عليه و سلم) فأخبره الخبر قال: لقد قتيلين لأدينهما. ثم قال رسول الله (صلى اللّه عليه و سلم): «هذا عمل أبى براء، قد كنت لهذا كارها متخوفا» [1].
و كان فيمن أصيب- يومئذ- عامر بن فهيرة، فكان عامر بن الطفيل يقول: من رجل منهم لما قتل رأيته رفع بين السماء و الأرض حتى رأيت السماء دونه؟ قالوا: هو عامر بن فهيرة.
و ذكر ابن عقبة أنه لم يوجد جسد عامر بن فهيرة يومئذ، فيرون أن الملائكة هى وارته، رحمة الله عليه.
و كان جبار بن سلمى فيمن حضرها- يومئذ- مع عامر بن الطفيل ثم أسلم فكان يقول: إن مما دعانى إلى الإسلام أنى طعنت رجلا منهم بالرمح بين كتفيه، فنظرت إلى سنان الرمح حين خرج من صدره، فسمعته يقول: فزت و الله! فقلت فى نفسى: ما فاز! أ لست قد قتلت الرجل؟! حتى سألت بعد ذلك عن قوله فقالوا: الشهادة. فقلت: فاز لعمر الله.
و أقام رسول الله (صلى اللّه عليه و سلم) شهرا يدعو فى صلاة الغداة على الذين قتلوا أصحاب بئر معونة، يدعو على رعل و ذكوان و عصية الذين عصوا الله و رسوله، و أنزل فيمن قتل هنالك قرآن ثم رفع: «بلغوا عنا قومنا أن لقينا ربنا فرضى عنا و رضينا عنه».
ذكر غزوة بنى النضير [2] و السبب الذي هاج الخروج إليهم
و ذلك أن رسول الله (صلى اللّه عليه و سلم) خرج إليهم يستعينهم فى دية العامرين، اللذين قتل عمرة
[1] انظر الحديث فى: الطبقات الكبرى لابن سعد (2/ 37)، دلائل النبوة للبيهقى (3/ 341)، مجمع الزوائد للهيثمى (6/ 129)، البداية و النهاية لابن كثير (4/ 73).
[2] راجع هذه الغزوة فى: المغازى للواقدى (1/ 363)، طبقات ابن سعد (1/ 2/ 40)، تاريخ الطبرى (2/ 550)، الكامل (2/ 64)، صحيح البخاري (5/ 88)، فتح البارى (7/ 329)، عيون الأثر (2/ 61)، الدرر لابن عبد البر (164)، البداية و النهاية (4/ 74)، دلائل النبوة للبيهقى (3/ 176، 354).
نام کتاب : الاكتفاء بما تضمنه من مغازي رسول الله(ص) و الثلاثة الخلفاء نویسنده : أبو الربيع الحميري الكلاعي جلد : 1 صفحه : 410