نام کتاب : الاكتفاء بما تضمنه من مغازي رسول الله(ص) و الثلاثة الخلفاء نویسنده : أبو الربيع الحميري الكلاعي جلد : 1 صفحه : 354
و يذكر فضله على قومه:
و من مبلغ عنى الرسول محمدا* * * بأنك حق و المليك حميد
و أنت امرؤ تدعو إلى الحق و الهدى* * * عليك من الله العظيم شهيد
و أنت امرؤ بوئت فينا مباءة* * * لها درجات سهلة و صعود
فإنك من حاربته لمحارب* * * شقى و من سالمته لسعيد
و لكن إذا ذكرت بدرا و أهله* * * تأوب ما بى حسرة و قعود [1]
و ذكر موسى بن عقبة أن المسلمين جهدوا على أبى عزة هذا عند ما أسر ببدر أن يسلم، فقال: لا، حتى أضرب فى الخزرجية يوما إلى الليل.
و ما وقع فى شعره و محاورته رسول الله (صلى اللّه عليه و سلم) مما يقتضى التصريح برسالته، فلا أعلم له مخرجا، إن صح، إلا أن يكون ذلك من جملة ما قصد به أبو عزة أن يخدع رسول الله (صلى اللّه عليه و سلم)، فعاد على عدو الله ما ائتمر، و لم يخدع إلا نفسه و ما شعر، و ذلك أنه لما أخذت قريش قبل أحد فى الإعداد لحرب رسول الله (صلى اللّه عليه و سلم) طلبا بثأرهم فى يوم بدر قال صفوان ابن أمية لأبى عزة هذا: يا أبا عزة، إنك امرؤ شاعر، فأعنا بلسانك، فاخرج معنا، فقال:
إن محمدا قد منّ علىّ فلا أريد أن أظاهر عليه. قال: بلى، فأعنا بنفسك، فلك الله على إن رجعت أن أعينك، و إن أصبت أن أجعل بناتك مع بناتى، يصيبهن ما أصابهن من عز و يسر.
فخرج أبو عزة يسير فى تهامة و يدعو بنى كنانة و يقول:
أيا بنى عبد مناة الرزام* * * أنتم حماة و أبو كم حام
لا تعدمونى نصركم بعد العام* * * لا تسلمونى لا يحل إسلام
ثم كان من الأمر يوم أحد ما كان، و خرج رسول الله (صلى اللّه عليه و سلم) بعد الوقعة مرهبا لعده حتى انتهى إلى حمراء الأسد، فأخذ رسول الله (صلى اللّه عليه و سلم) فى وجهه ذلك أبا عزة الجمحى، فقال: يا رسول الله، أقلنى. فقال رسول الله (صلى اللّه عليه و سلم): «و الله لا تمسح عارضيك بمكة، تقول:
خدعت محمدا مرتين، اضرب عنقه يا زبير» [2]. فضرب عنقه.
و ذكر ابن هشام- فيما بلغه عن سعيد بن المسيب- أن رسول الله (صلى اللّه عليه و سلم) قال له: «إن
[1] ذكر قصته ابن حجر فى فتح البارى (10/ 547)، العجلونى فى كشف الخفاء (2/ 505)، البداية و النهاية لابن كثير (3/ 312، 313)، ابن سيد الناس فى عيون الأثر (1/ 412).
[2] انظر الحديث فى: فتح البارى لابن حجر (10/ 547)، السنن الكبرى للبيهقى (9/ 65).
نام کتاب : الاكتفاء بما تضمنه من مغازي رسول الله(ص) و الثلاثة الخلفاء نویسنده : أبو الربيع الحميري الكلاعي جلد : 1 صفحه : 354