responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الاكتفاء بما تضمنه من مغازي رسول الله(ص) و الثلاثة الخلفاء نویسنده : أبو الربيع الحميري الكلاعي    جلد : 1  صفحه : 355

المؤمن لا يلدغ من جحر مرتين، اضرب عنقه، يا عاصم بن ثابت» [1] فضرب عنقه.

و كان عمير بن وهب‌ [2] شيطانا من شياطين قريش، و ممن كان يؤذى رسول الله (صلى اللّه عليه و سلم) و أصحابه بمكة و يلقون منه عنتا، و كان ابنه وهب بن عمير فى أسارى بدر، فجلس عمير مع صفوان بن أمية فى الحجر بعد مصاب أهل بدر بيسير، فذكر أصحاب القليب و مصابهم، فقال له صفوان: فو الله، إن فى العيش خير بعدهم. فقال عمير: صدقت و الله، أما و الله لو لا دين على ليس له عندى قضاء و عيال أخشى عليهم الضيعة بعدى لركبت إلى محمد حتى أقتله، فإن لى فيهم علة، ابنى أسير فى أيديهم.

فاغتنمها صفوان فقال: على دينك أنا أقضيه عنك، و عيالك مع عيالى أواسيهم ما بقوا لا يسعنى شي‌ء و يعجز عنهم، قال: عمير: فاكتم عنى شأنى و شأنك، قال: أفعل.

ثم أمر عمير بسيفه فشحذ له و سم، ثم انطلق حتى قدم المدينة. فبينا عمر بن الخطاب فى نفر من المسلمين يتحدثون عن يوم بدر و يذكرون ما أكرمهم الله به و ما أراهم من عدوهم، إذ نظر عمر إلى عمير بن وهب حين أناخ على باب المسجد متوشحا السيف، فقال: هذا الكلب عدو الله عمير بن وهب ما جاء إلا لشر، و هذا الذي حرش بيننا [3] و حرزنا للقوم‌ [4] يوم بدر.

ثم دخل عمر على رسول الله (صلى اللّه عليه و سلم) فقال: يا بنى الله، هذا عدو الله عمير بن وهب، قد جاء متوشحا سيفه. قال: «فأدخله علىّ». فأقبل عمر حتى أخذ بحمالة سيفه فى عنقه فلببه بها و قال لرجال من الأنصار كانوا معه: ادخلوا على رسول الله (صلى اللّه عليه و سلم) فاجلسوا عنده و احذروا عليه هذا الخبيث فإنه غير مأمون. ثم دخل به، فلما رآه رسول الله (صلى اللّه عليه و سلم) كذلك قال: «أرسله يا عمر، أدن يا عمير». فدنا ثم قال: أنعموا صباحا، و كانت تحية أهل الجاهلية بينهم، فقال رسول الله (صلى اللّه عليه و سلم): «قد أكرمنا الله بتحية خير من تحيتك يا عمير، بالسلام، تحية أهل الجنة» قال: أما و الله إن كنت بها يا محمد لحديث عهد. قال: «فما جاء بك يا عمير؟» قال: جئت لهذا الأسير الذي فى أيديكم فأحسنوا فيه، قال: «فما


[1] انظر الحديث فى: السنن الكبرى للبيهقى (9/ 65)، مشكل الآثار للطحاوى (2/ 197)، البداية و النهاية لابن كثير (4/ 51)، الطبقات الكبرى لابن سعد (2/ 1/ 30).

[2] انظر ترجمته فى: الجرح و التعديل (6/ 2091)، الإصابة ترجمة رقم (6073)، أسد الغابة ترجمة رقم (4096)، البداية و النهاية (3/ 113، 5/ 8).

[3] حرش بيننا: أى أفسد بيننا.

[4] حزرنا للقوم: أى قدر عددنا.

نام کتاب : الاكتفاء بما تضمنه من مغازي رسول الله(ص) و الثلاثة الخلفاء نویسنده : أبو الربيع الحميري الكلاعي    جلد : 1  صفحه : 355
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست