responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الاكتفاء بما تضمنه من مغازي رسول الله(ص) و الثلاثة الخلفاء نویسنده : أبو الربيع الحميري الكلاعي    جلد : 1  صفحه : 353

أقبل أبو العاص تحت الليل حتى دخل على زينب بنت رسول الله (صلى اللّه عليه و سلم) فاستجار بها فأجارته، و جاء فى طلب ماله، فلما خرج رسول الله (صلى اللّه عليه و سلم) إلى الصبح فكبر و كبر الناس معه صرخت زينب من صفة النساء: أيها الناس: إنى قد أجرت أبا العاص بن الربيع.

فلما سلم رسول الله (صلى اللّه عليه و سلم) من الصلاة أقبل على الناس فقال: «أيها الناس، هل سمعتم ما سمعت؟» قالوا: نعم، قال: «أما و الذي نفس محمد بيده، ما علمت بشي‌ء حتى سمعت ما سمعتم، إنه يجير على المسلمين أدناهم».

ثم انصرف، فدخل على ابنته فقال: «أى بنية، أكرمى مثواه و لا يخلصن إليك، فإنك لا تحلين له» [1]. و بعث إلى السرية الذين أصابوا مال أبى العاص فقال لهم: «إن هذا الرجل منا حيث قد علمتم، و قد أصبتم له مالا، فإن تحسنوا و تردوا عليه الذي له فإنا نحب ذلك، و إن أبيتم فهو في‌ء الله الذي أفاء عليكم، فأنتم أحق به» [2]. قالوا: يا رسول الله، بل نرده عليه، فردوه عليه، حتى إن الرجل ليأتى بالدلو و يأتى الرجل بالشنه و الإداوة، حتى إن الرجل ليأتى بالشظاظ حتى ردوا عليه ماله بأسره لا يفقد منه شيئا، ثم احتمل إلى مكة فأدى إلى كل ذى مال من قريش ماله ثم قال: يا معشر قريش، هل بقى لأحد منكم عندى مال لم يأخذه؟ قالوا: لا، فجزاك الله خيرا، فقد وجدناك و فيا كريما. قال: فإنى أشهد لا إله إلا الله، و أن محمدا عبده و رسوله، و الله ما منعنى من الإسلام عنده إلا تخوف أن تظنوا أنى إنما أردت أن آكل أموالكم، فلما أداها الله إليكم و فرغت منها، أسلمت. ثم خرج حتى قدم على رسول الله (صلى اللّه عليه و سلم).

و حكى ابن هشام عن أبى عبيدة [3]، أن أبا العاص لما قدم من الشام و معه أموال المشركين قيل له: هل لك أن تسلم و تأخذ هذه الأموال، فإنها للمشركين؟ فقال: بئس ما أبدأ به إسلامى أن أخون أمانتى.

و من رسول الله (صلى اللّه عليه و سلم) على نفر من الأسارى من قريش بغير فداء، منهم أبو عزة عمرو ابن عبد الله الجمحى، كان متحاجا ذا بنات، فكلم رسول الله (صلى اللّه عليه و سلم) فقال: يا رسول الله، لقد عرفت مالى من مال، و إنى لذو حاجة و ذو عيال، فامنن على. فمن عليه رسول الله (صلى اللّه عليه و سلم) و أخذ عليه أن لا يظاهر عليه أحدا، فقال أبو عزة فى ذلك يمدح رسول الله (صلى اللّه عليه و سلم)


[1] انظر الحديث فى: نصب الراية للزيلعى (3/ 211)، سنن البيهقي (9/ 95)، مستدرك الحاكم (3/ 236، 237).

[2] انظر الحديث فى: دلائل النبوة للبيهقى (4/ 85)، مستدرك الحاكم (3/ 237).

[3] انظر السيرة (2/ 264).

نام کتاب : الاكتفاء بما تضمنه من مغازي رسول الله(ص) و الثلاثة الخلفاء نویسنده : أبو الربيع الحميري الكلاعي    جلد : 1  صفحه : 353
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست