responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الاكتفاء بما تضمنه من مغازي رسول الله(ص) و الثلاثة الخلفاء نویسنده : أبو الربيع الحميري الكلاعي    جلد : 1  صفحه : 185

اجتمعوا فى الحجر و أنا معهم، فقال بعضهم لبعض: ذكرتم ما بلغ منكم و ما بلغكم عنه حتى إذا باداكم بما تكرهون تركتموه!.

فبيناهم فى ذلك طلع رسول الله (صلى اللّه عليه و سلم)، فوثبوا إليه وثبة رجل واحد فأحاطوا به يقولون: أنت الذي تقول كذا و كذا، للذى يقول من عيب آلهتهم. فيقول رسول الله:

«نعم أنا الذي أقول ذلك». فلقد رأيت رجلا منهم أخذ بمجمع ردائه، فقام أبو بكر دونه و هو يبكى و يقول: أ تقتلون رجلا أن يقول ربى الله!! ثم انصرفوا عنه. فإن ذلك لأشد ما رأيت قريشا نالوا منه قط [1].

ذكر إسلام حمزة بن عبد المطلب رضى الله عنه‌

قال ابن إسحاق‌ [2]: و حدثني رجل من أسلم، كان واعية، أن أبا جهل مر برسول الله (صلى اللّه عليه و سلم) عند الصفا فآذاه و شتمه و نال منه بعض ما يكره من العيب لدينه و التضعيف لأمره، فلم يكلمه رسول الله (صلى اللّه عليه و سلم). و مولاة لعبد الله بن جدعان فى مسكن لها تسمع ذلك. ثم انصرف عنه فعمد إلى نادى قريش عند الكعبة فجلس معهم. فلم يلبث حمزة ابن عبد المطلب أن أقبل متوحشا قوسه راجعا من قنص له، و كان صاحب قنص يرميه و يخرج له، و كان إذا رجع من قنصه لم يصل إلى أهله حتى يطوف بالكعبة، و كان إذا فعل ذلك لم يمر على ناد من قريش إلا وقف و سلم و تحدث معهم، و كان أعز فتى فى قريش و أشده شكيمة.

فلما مر بالمولاة، و قد رجع رسول الله (صلى اللّه عليه و سلم) إلى بيته قالت له: يا أبا عمارة، لو رأيت ما لقى ابن أخيك محمد آنفا من أبى الحكم بن هشام! و جده هاهنا جالسا فآذاه و سبه و بلغ منه ما يكره، ثم انصرف عنه و لم يكلمه محمد. فاحتمل حمزة الغضب، لما أراد الله به من كرامته، فخرج يسعى لم يقف على أحد، معدا لأبى جهل إذا لقيه أن يقع به.

فلما دخل المسجد نظر إليه جالسا فى القوم فأقبل نحوه حتى إذا قام على رأسه رفع القوس فضربه بها فشجه بها شجة منكرة، ثم قال: أ تشتمه، فأنا على دينه أقول ما يقول، فرد على إن استطعت. فقامت رجال بنى مخزوم إلى حمزة لينصروا أبا جهل،


[1] انظر الحديث فى: دلائل النبوة للبيهقى (2/ 276)، إتحاف السادة المتقين للزبيدى (7/ 66)، مجمع الزوائد للهيثمى (6/ 15).

[2] انظر: السيرة (1/ 240).

نام کتاب : الاكتفاء بما تضمنه من مغازي رسول الله(ص) و الثلاثة الخلفاء نویسنده : أبو الربيع الحميري الكلاعي    جلد : 1  صفحه : 185
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست