responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الاكتفاء بما تضمنه من مغازي رسول الله(ص) و الثلاثة الخلفاء نویسنده : أبو الربيع الحميري الكلاعي    جلد : 1  صفحه : 186

فقال أبو جهل: دعوا أبا عمارة، فإنى و الله قد سببت ابن أخيه سبا قبيحا. و تم حمزة على إسلامه و على ما بايع عليه رسول الله (صلى اللّه عليه و سلم) من قوله. فلما أسلم حمزة عرفت قريش أن رسول الله (صلى اللّه عليه و سلم) قد عز و امتنع، و أن حمزة سيمنعه، فكفوا عن بعض ما كانوا ينالون منه‌ [1].

و عن محمد بن كعب القرظى، قال: حدثت أن عتبة بن ربيعة، و كان سيدا، قال يوما و هو جالس فى نادى قريش، و النبيّ (صلى اللّه عليه و سلم) جالس فى المسجد وحده: يا معشر قريش، أ لا أقوم إلى محمد فأكلمه و أعرض عليه أمورا لعله يقبل بعضها فنعطيه أيها شاء و يكف عنا؟

و ذلك حين أسلم حمزة و رأوا أن أصحاب رسول الله (صلى اللّه عليه و سلم) يزيدون و يكثرون. فقالوا: بلى يا أبا الوليد، فقم إليه فكلمه.

فقام عتبة حتى جلس إلى رسول الله (صلى اللّه عليه و سلم) فقال: يا ابن أخى، إنك منا حيث قد علمت من السطة فى العشيرة و المكان فى النسب، و إنك قد أتيت قومك بأمر عظيم، فرقت به جماعتهم و سفهت به أحلامهم، و عبت به آلهتهم و دينهم، و كفرت به من مضى من آبائهم، فاسمع منى أعرض عليك أمورا تنظر فيها، لعلك تقبل منا بعضها.

فقال له رسول الله (صلى اللّه عليه و سلم): «قل يا أبا الوليد أسمع».

قال: يا ابن أخى، إن كنت إنما تريد بما جئت به من هذا الأمر مالا جمعنا لك من أموالنا حتى تكون أكثرنا مالا، و إن كنت تريد به شرفا سودناك علينا حتى لا نقطع أمرا دونك، و إن كنت تريد ملكا ملكناك علينا، و إن كان هذا الذي يأتيك رئيا لا تستطيع رده من نفسك طلبنا لك الطب و بذلنا فيه أموالنا حتى نبرئك منه، فإنه ربما غلب التابع على الرجل حتى يداوى منه. أو كما قال له.

حتى إذا فرغ عتبة، و رسول الله (صلى اللّه عليه و سلم) يسمع منه قال: «أ قد فرغت يا أبا الوليد؟» قال:

نعم. قال: «فاسمع منى». قال: أفعل، قال: بسم الله الرحمن الرحيم‌ حم تَنْزِيلٌ مِنَ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ كِتابٌ فُصِّلَتْ آياتُهُ قُرْآناً عَرَبِيًّا لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ بَشِيراً وَ نَذِيراً فَأَعْرَضَ أَكْثَرُهُمْ فَهُمْ لا يَسْمَعُونَ وَ قالُوا قُلُوبُنا فِي أَكِنَّةٍ مِمَّا تَدْعُونا إِلَيْهِ وَ فِي آذانِنا وَقْرٌ وَ مِنْ بَيْنِنا وَ بَيْنِكَ حِجابٌ فَاعْمَلْ إِنَّنا عامِلُونَ‌ [فصلت: 1، 4]. و مضى رسول الله (صلى اللّه عليه و سلم) فيها يقرؤها عليه، فلما سمعها عتبة أنصت لها و ألقى يديه خلف ظهره معتمدا عليها


[1] ذكره أبو نعيم فى حلية الأولياء (1/ 40)، و فى الدلائل (194)، الهيثمى فى المجمع (9/ 267)، ابن عساكر فى التاريخ (12/ 720).

نام کتاب : الاكتفاء بما تضمنه من مغازي رسول الله(ص) و الثلاثة الخلفاء نویسنده : أبو الربيع الحميري الكلاعي    جلد : 1  صفحه : 186
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست